نيوزويك: نصائح لترمب لاستعادة الدور الأميركي بالعالم

U.S. President-elect Donald Trump speaks at election night rally in Manhattan, New York, U.S., November 9, 2016. REUTERS/Mike Segar/File Photo
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
تناولت مجلة نيوزويك الأميركية السياسة الخارجية المحتملة للرئيس المنتخب دونالد ترمب، وتساءلت عن الكيفية المتوقعة لتعامله مع قضايا ساخنة تتعلق بالشرق الأوسط مثل تنظيم الدولة الإسلامية، ودعته لضرورة العمل على استعادة الدور الريادي لبلاده في العالم.

وتساءلت -من خلال رسالة مفتوحة بعث بها الكاتب ريتشارد إبستين إلى ترمب- بشأن الكيفية التي ينبغي عليه التعامل من خلالها مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية وإيران والصين؟ وتساءلت عن ما يمكن "لطاغية" مثل بوتين تحقيقه إذا كان مصمما على "ذبح" أناس مدنيين أبرياء في حلب وسوريا.

وتحدثت نيوزويك عن العلاقة بين الكونغرس والرئيس، وبشأن الدور الذي يمكن لرئيس الولايات المتحدة القيام به، وقالت إن الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما سبق أن أكد هيمنته على الساحة السياسة الخارجية، مما جعلها تنزلق في الفوضى إلى حد ما.

وأوضحت أن أوباما سبق أن اضطلع بدور القائد العام أو رئيس هيئة الأركان متجاهلا أحكام القادة الذين يتمتعون بمزيد من المعرفة والكفاء والخبرة في الشؤون العسكرية، وأن رفض أوباما استخدام قوات برية ونشرها -حيث ينبغي لها أن تكون- جعله يقع في أخطاء جسيمة.

‪روسيا تستخدم قاذفات توبيلوف‬
‪روسيا تستخدم قاذفات توبيلوف‬

التدخل الروسي
وأشارت نيوزويك إلى أنه ربما ينبغي للرئيس عدم الانقياد الكامل للنصائح التي يقدمها القادة العسكريون، ولكن ينبغي له بنفس اللحظة العمل على تقبل رأيهم في ما يتعلق بالمسائل والقضايا الإستراتيجية.

وقالت إن إرسال قوات أميركية إلى الخارج لمواجهة التحديات يعد أمرا ضروريا كي لا يفقد حلفاء أميركا ثقتهم بها، وأشارت إلى أن أوباما اقترف خطأ جسيما بعدم استجابته للخط الأحمر الذي وضعه أمام رئيس النظام السوري بشأن ضرورة عدم استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المعارضة.

وأضافت أن تردد أوباما في توجيه ضربة عسكرية ضد نظام الأسد بعد تجاوزه الخط الأحمر أدى إلى استمرار الصراع في سوريا دون هوادة، وبالتالي إلى التسبب في إزهاق أرواح بريئة، وأنه أدى أيضا إلى التدخل العسكري الروسي بشكل أكبر في سوريا.

وانتقدت المجلة عزم الرئيس بوتين ذبح الأبرياء في سوريا، وقالت إن تردد أوباما أيضا تسبب في "فقدان شركائنا في الشرق الأوسط لثقتهم بالولايات المتحدة أو اعتمادهم عليها في وقت الأزمات" الأمر الذي جعلهم يبحثون عن تحالفات إقليمية هشة لمواجهة الخطر والحفاظ على مصالحهم الحيوية في المنطقة.

وقالت أيضا إن بعض هذه التحالفات من شأنها استعار الحروب وانتشارها في الشرق الأوسط برمته، ومثالها الصراع الذي بدأ يتفاقم بين الأتراك والأكراد في المنطقة.

وأضافت أن هذا التردد الأميركي من شأنه أيضا تقوية أعداء الولايات المتحدة وتشجيعهم على اتخاذ خطوات "عدوانية" في كل أنحاء العالم "وهم واثقون بأن أميركا ليس لديها الإرادة لوقفهم".

وقالت إن الإجراءات التي اتخذها بوتين في أوكرانيا وتلك التي تتخذها الصين في بحر جنوب الصين أو التي تقوم بها إيران بالشرق الأوسط، كلها أدلة قوية وبراهين وشواهد على فقدان النفوذ الأميركي في جميع أنحاء العالم.

‪مقاتلو تنظيم الدولة ينتشرون في قافلة بمنطقة الأنبار غربي العراق مطلع 2014‬ مقاتلو تنظيم الدولة ينتشرون في قافلة بمنطقة الأنبار غربي العراق مطلع 2014 (أسوشيتد برس)
‪مقاتلو تنظيم الدولة ينتشرون في قافلة بمنطقة الأنبار غربي العراق مطلع 2014‬ مقاتلو تنظيم الدولة ينتشرون في قافلة بمنطقة الأنبار غربي العراق مطلع 2014 (أسوشيتد برس)

تنظيم الدولة
وأضافت نيوزويك أن الوضع أيضا يعتبر صعبا بما يتعلق بتنظيم الدولة، وخاصة في ظل رفض أوباما نشر قوات أميركية برية لمواجهته على الأرض، الأمر الذي يطيل أمد الصراع في منطقة الشرق الأوسط برمتها.

وأشارت إلى أن تردد أوباما تجاه قضايا الشرق الأوسط أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح، وإلى تشريد الملايين الذين شكلوا أعباء كبيرة وضغوطا على كل حلفاء أميركا في كل من أوروبا والشرق الأوسط.

وقالت إن الرئيس المنتخب ترمب ورث فشل الرئيس أوباما، وإنه ينبغي لترمب إعادة النظر باتفاق النووي مع إيران، وأضافت أن تقويم هذا الاتفاق من شأنه استعادة بعض مظاهر الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضافت أنه ينبغي لترمب إعادة نشر القوات والدبابات الأميركية في دول البلطيق وفي بولندا، وكذلك تذكير دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالتزاماتها المختلفة.

وقالت إنه يمكن إعادة بناء الدور الأميركي على المستوى العالمي من خلال مراقبة بوتين الذي يسعى للهيمنة الإقليمية، وأضافت أن بوتين استغل ضعف وتردد أوباما لدرجة كبيرة، ودعت إلى وقف هذه الظاهرة. 

ودعت نيوزويك ترمب إلى ضرورة الحركة وتجنب الأخطاء التي وقع فيها أوباما في الشرق الأوسط وخاصة ما تعلق بسوريا والعراق. كما دعته إلى ضرورة معالجة الوضع في بحر جنوب الصين.

واختتمت بدعوة ترمب لاختيار أعضاء إدارته القادمة الذين يكونون قادرين على الاضطلاع بالمسؤولية تجاه هذه القضايا الهامة وغيرها، وبالتالي العمل على استعادة هيبة الولايات المتحدة في العالم واستعادة صدقيتها لدى حلفائها بالشؤون الخارجية والعسكرية. 

المصدر : الجزيرة + نيوزويك