دبلوماسي إسرائيلي: القضية الفلسطينية لم تعد أولوية لمصر

A woman walks away after making a purchase as people wait to buy bread at a bakery in Cairo March 17, 2013. The spectre of steep food price inflation driven by a weaker pound is of particular worry to President Mohamed Mursi as he grapples with spasms of unrest two years after the uprising that toppled Hosni Mubarak and was itself partly driven by a sense of mounting economic hardship in a country long steeped in poverty. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany (EGYPT - Tags: POLITICS BUSINESS FOOD)
السفير الإسرائيلي أكد أن ارتفاع أسعار السلع والأزمة الاقتصادية يؤثر على الأولويات بمصر (رويترز-أرشيف)

قال السفير الإسرائيلي في القاهرة ديفد غوبرين إن القضية الفلسطينية لم تعد على ما يبدو تحتل الأولوية لدى نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأشار غوبرين في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت إلى أنه يبدو واضحا أن القضية الفلسطينية لم تعد تحتل أولوية على رأس جدول أعمال صناع القرار في مصر اليوم، في ظل الضائقة الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية والوقود ومعدلات البطالة الآخذة بالازدياد.

وأضاف أن الضائقة الاقتصادية باتت هي المشاكل المزمنة التي يعانيها المواطن المصري وليس القضية الفلسطينية.

ورأى أن جدول الأعمال الإقليمي الذي يشغل بال الرئيس السيسي هو إيجاد تحالف إقليمي بين دول المنطقة على أساس الاحتياجات الأمنية والإستراتيجية، وباتت إسرائيل في نظره إحدى المصادر المركزية للاستقرار الإقليمي، كونها تحارب حركة حماس وباقي الجهات المعادية في المنطقة.

واعترف غوبرين في مقاله بأن التقدم في العلاقات المصرية الإسرائيلية يواجه معارضة الجهات الناصرية والإسلامية لكل عملية تقارب بينهما، كما تمثل أخيرا بإقصاء توفيق عكاشة من عضويته بالبرلمان المصري عقب لقائه السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة، ورفض لاعب الجودو المصري مصافحة نظيره الإسرائيلي في الألعاب الأولمبية في البرازيل.

وألمح إلى أنه بعكس اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل القائم في معظمه على احتياجات اقتصادية، فإن الجزء الأساسي من اتفاق السلام مع مصر قائم على منطلقات أمنية.

ومع ذلك، فقد رأى السفير الإسرائيلي أن الأوضاع السياسية في مصر تشير إلى أن الإرث الذي تركه الرئيس الراحل أنور السادات ما زال قائما حتى اليوم، في الذكرى السنوية التاسعة والثلاثين لزيارته التاريخية لإسرائيل.

ووصف تلك الزيارة بأنها أحدثت تحولا دراماتيكيا في الشرق الأوسط بأسره، وبقي اتفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب مستقرا، رغم أنه ما زال سلاما باردا، والتوقعات الإسرائيلية منه لم تتحقق بعد، لكن مسيرة السادات ما زالت قائمة في مصر.

وقطع غوبرين بأنه رغم مرور مدة زمنية طويلة على تلك الزيارة، فإن النظام المصري الحالي لا يزال ملتزما بحل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بينما اعتبر أن المبادرة العربية للسلام تلعب دورا رئيسا في هذه العملية.

وأكد أن الفترة منذ زيارة السادات إلى القدس شهدت تطورا ملحوظا في التعاون الأمني الذي وافقت إسرائيل بموجبه على نشر قوات مصرية في شبه جزيرة سيناء، والسماح للطائرات المصرية والإسرائيلية بالعمل على طول الحدود المشتركة في إطار مكافحة الجهات المعادية للجانبين، إذ لم يكن ذلك مسموحا به قبل أربعة عقود، ولم يكن ممكنا حتى الحلم بأن يحصل شيء كهذا.

وأعرب في ختام مقاله عن أمله في أن تسفر هذه التقاربات الثنائية بين القاهرة وتل أبيب عن انفتاح أكثر في مجالات التعاون الاقتصادي والزراعي والسياحي.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية