كاتب: نجومية ترامب ربما تدمر رئاسته

US President elect Donald Trump (C), with his wife Melania Trump (L), and Senate Majority Leader Mitch McConnell (R), responds to a question from the news media after a meeting in the Majority Leaders office in the US Capitol in Washington, DC, USA, 10 November 2016. Earlier in the day President elect Trump met with US President Barack Obama and Speaker of the House Paul Ryan.
ترامب (وسط) بين زوجته ميلاتيا والسيناتور ميتش ماكونيل بمجلس الشيوخ الخميس الماضي (الأوروبية)

انتقدت صحف أميركية تعيين "اليميني المتطرف" ستيف بانون بمنصب كبير بالبيت الأبيض ووصفته بالمقلق، وحذرت من أن نجومية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب التي حملته للرئاسة ربما تكون سببا في تدمير رئاسته هذه، ونشرت أن هزيمة تنظيم الدولة ستكون أولى مهام ترامب في سياسته الخارجية.

وقالت واشنطن بوست في افتتاحية لها إن بانون قيادي بارز في تيار "اليمين المتطرف" الذي يمكن وصفه حقا بأنه رجعي تماما وغارق في "التعصب العرقي للبيض" مع إشارات مقلقة من العداء للسامية.

وأضافت أن تعيين بانون يرسل إشارة سلبية لجميع الأميركيين الذين لم يؤيدوا ترامب لكنهم راغبون في منحه "فائدة الشك" احتراما لشرعية انتخابه، أي أن رده من أجل التخفيف على معارضيه المحبطين الذين يمثلون نصف عدد الشعب الأميركي هو إهانتهم بتصعيد شخص يعتبرونه مهددا لهم.

الكاتب كارلوس لوزادا:
غالبية الذين منحوا ترامب أصواتهم لا يعتقدون أنه كفؤ لهذا المنصب، وأنه من دون قدرته على صدم وإدهاش كثير منهم لم يكن قادرا على الفوز حتى بترشيح الحزب الجمهوري، فكيف بالوصول للبيت الأبيض

منبوذ
واستمرت الصحيفة تقول إن بانون ربما لا يكون مرحبا به حتى في ما تبقى من دوائر مؤسسة الحزب الجمهوري بسبب أيديولوجيته المتطرفة ومحاولاته السابقة لإثارة التمرد بمجلس النواب ضد الجمهوري رئيس المجلس بول رايان وسلفه جون بوهينر.

وقال الكاتب كارلوس لوزادا في مقال له بالصحيفة نفسها إن نجومية ترامب، التي حملته إلى البيت الأبيض، ربما تدمر رئاسته، مشيرا إلى أن أربعة كتب حول صنع القرار في البيت الأبيض كشفت عن مخاطر الرئاسة التي تعتمد أكثر من اللازم على قوة النجومية.

وزعم لوزادا أن غالبية الذين منحوا ترامب أصواتهم لا يعتقدون أنه كفؤ لهذا المنصب، وأنه دون قدرته على صدم وإدهاش كثير منهم لم يكن قادرا على الفوز حتى بترشيح الحزب الجمهوري، فكيف بالوصول للبيت الأبيض.

ضد طبيعته
وأكد الكاتب أن ترامب إذا أراد أن يكون رئيسا فعالا، عليه أن ينفذ شيئا مضادا لطبيعته: أن يتوقف عن التصرف بوصفه نجما، مضيفا أن النجوم لا يحبذون الانتقادات أو الآراء المخالفة، لكن الانتقادات والآراء المخالفة هي الضامن لفعالية الرئيس. وأشار إلى أن تعيينات ترامب لا تشجع على الخروج بنتيجة مطمئنة.

لكن إذا كف ترامب عن التصرف بوصفه نجما -يقول لوزادا- فمن المرجح أن تنفض من حوله غالبية المؤيدين لأنها ما أيدته إلا لتصرفاته الصادرة من كونه نجما: تبجحه وقسوته على الخصوم في تغريدات تويتر التي يطلقها آخر الليل، ولغته المتوحشة، وخصوماته حول الأمور التافهة، وتفاخره غير المناسب ووعوده مستحيلة التنفيذ.

ونقلت وول ستريت جورنال عن عمدة نيويورك السابق رودي غويلياني أنه من المرجح أن يركز ترامب بداية فترة رئاسته على القضاء على تنظيم الدولة، والنأي عن القضايا الأكثر إزعاجا في الشرق الأوسط وغيره من مناطق العالم.
‪‬ غويلياني يتحدث لوول ستريت جورنال أمس(رويترز)
‪‬ غويلياني يتحدث لوول ستريت جورنال أمس(رويترز)

وقالت الصحيفة إن هذا التصريح صدر عن غويلياني بعد أن نشرت أنه أحد المرشحين لمنصب وزير الخارجية، مشيرة إلى أنه ذكر لها أكثر من مرة أنه يرغب في تولي هذا المنصب، وشرح بتفاصيل كثيرة الكيفية التي ينظر بها إلى السياسة الخارجية وكيف أن آراءه تتداخل مع آراء ترامب.

الخطر الأعظم
وأضافت أن غويلياني عبّر لها عن اعتقاده بأن تنظيم الدولة هو الخطر الأعظم لأنه الوحيد الذي استطاع الانتشار في جميع أنحاء العالم، لكنه لم يقل كيف بالضبط يمكن لإدارة ترامب أن تقضي على التنظيم، مشيرة إلى أن ترامب قال أكثر من مرة إنه يرغب في عدم الإفصاح عن هذه الكيفية حتى يفاجئ التنظيم قبل أن يستعد.

غويلياني قال أيضا إن إدارة ترامب ستعمل على إصلاح العلاقات مع روسيا والصين، وعلق بأن روسيا تعتقد أنها منافس عسكري لأميركا قائلا إن هذا اعتقاد خاطئ "لكن عدم رغبتنا في عهد أوباما في ألا نهدد حتى باستخدام قوتنا العسكرية هي التي جعلت روسيا قوية إلى هذا الحد الذي بلغته الآن".

وحول الشرق الأوسط، قال غويلياني إن دوله تعارض بعضها بعضا، وإنه على حافة حرب واسعة، وإن إيران سيطرت على العراق وسوريا، لكنه لم يقل شيئا عن الكيفية التي ستواجه بها إدارة ترامب مشاكل المنطقة الراهنة.

يُذكر أن ترامب وصف غزو العراق عام 2003 بأنه من أكبر أخطاء السياسة الخارجية لأميركا في التاريخ، لكن غويلياني قال إن الطريقة التي خرجت بها أميركا بعد الغزو هي الأسوأ في تاريخ السياسة الخارجية الأميركية "وهي التي سمحت لتنظيم الدولة بالبروز في غياب القوات الأميركية".

المصدر : الصحافة الأميركية