علاقة ترامب ببوتين تتخذ أهمية عالمية

عمل كومبو يضم ترامب وبوتين والأسد
سوريا قضية مشتركة بين أميركا وروسيا (الأوروبية)

تساءل الكاتب غيديون راشمان عما يدور بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وقال إن هذا التساؤل اختمر في الانتخابات الأميركية، والآن بعد فوز ترامب بالرئاسة فإن مسألة علاقته بالرئيس الروسي تتخذ أهمية عالمية.

وأشار راشمان إلى أن تصريحات ترامب تكون غالبا مربكة ومتناقضة، لكنها في ما يتعلق بروسيا كانت متناسقة وواضحة جدا، لأنه يعدّ بوتين زعيما قويا وجديرا بالإعجاب، ويريد أن يرى تحسنا كبيرا في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.

تخلي إدارة أوباما عن هدف التخلص من الرئيس الأسد سيحل أيضا التناقض القائم في السياسة الأميركية تجاه سوريا التي بدت في بعض الأحيان تضع أميركا في جانبي الحرب الأهلية

ويرى الكاتب في مقاله بصحيفة فايننشال تايمز أن "أميركا ترامب" ستحاول كما يبدو التوصل إلى صفقة ما مع "روسيا بوتين"، لكنه تساءل عن شكل هذه الصفقة، وتصورها على النحو التالي:

أن تنهي الولايات المتحدة معارضتها لضم روسيا شبه جزيرة القرم، وعلى الرغم من أنها قد لا توافق على الدمج القانوني الرسمي للقرم في روسيا، فستقبلها على أنها أمر واقع، وبعد ذلك سترفع الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية عنها، بالإضافة إلى ذلك ستسقط أميركا أي اقتراح بانضمام أوكرانيا أو جورجيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، كما أن انتشار قوات الناتو في دول البلطيق سيتباطأ أو يتوقف.

وفي مقابل هذه التنازلات، من المتوقع أن تنهي روسيا عدوانها في شرق أوكرانيا ولا تحاول الاستحواذ على المزيد من الأراضي هناك، وسينتهي الضغط الروسي والتهديدات الضمنية لدول البلطيق: إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، كما ستخف التوترات العسكرية على خط الجبهة بين الناتو وروسيا. وبتراجع النزاع بينهما في شرق أوروبا ستجعل أميركا وروسيا من الشرق الأوسط قضية مشتركة، وستسقط أميركا التزامها بالإطاحة ببشار الأسد، وستنضم إلى الروس في هجوم على تنظيم الدولة.

وألمح الكاتب إلى أن المغريات مثل هذا الصفقة من وجهة نظر ترامب تبدو واضحة؛ فإذا نجحت فستنزع فتيل المواجهة التي تزداد خطورة بين الولايات المتحدة وروسيا. في إشارة إلى وعد هيلاري كلينتون بإعلان منطقة حظر جوي فوق سوريا، التي كان يمكن أن تؤدي إلى مواجهة بين القوات الجوية الأميركية والروسية.

كما أن تخلي إدارة أوباما عن هدف التخلص من الرئيس الأسد سيحل أيضا التناقض القائم في السياسة الأميركية تجاه سوريا التي بدت في بعض الأحيان أنها تضع أميركا في جانبي الحرب الأهلية.

ومضى الكاتب في أن تخفيف التوترات في شرق أوروبا سيكون أيضا جائزة كبيرة نظرا لتحريك روسيا أسلحتها النووية إلى كالينغراد الواقعة بين بولندا وليتوانيا. وأخيرا فإن رفع العقوبات وعودة التجارة إلى طبيعتها سيستهوي ترامب كرجل أعمال.

وأردف أنه بالرغم من وضوح عوامل الجذب في مثل هذه الصفقة فإن المزالق المحتملة ضخمة، ومنها أن التحالف مع جزاري حلب، إشارة إلى بوتين والأسد، سينطوي على مستوى من اللاأخلاقية الماكرة التي من شأنها أن تثير ثائرة الكثيرين في أميركا وأوروبا.

وثانيا أنه ينطوي على وضع كم كبير من الثقة في استعداد بوتين للوفاء بالتزامه بالصفقة، بدلا من التربح من التنازلات الغربية ثم العودة لطلب المزيد.

ورأى الكاتب أن الأمر سيكون بمثابة مقامرة من جانب ترامب أن يضع ثقته في نظيره المراوغ المحنك بوتين؛ لأنه إذا تراجع عن وعوده فسيبدو ترامب أحمقا وهذا ما يكرهه.

المصدر : فايننشال تايمز