التايمز: هناك جانب مشرق في فوز ترامب

آفاق العلاقات الأميركية الروسية على ضوء فوز ترامب
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب (الجزيرة)

التغطية الإعلامية المكثفة التي صاحبت الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، والتركيز الكبير على تصريحاته المثيرة للجدل في عدة قضايا في السياسة الخارجية والداخلية؛ أثارا مخاوف الكثيرين من أنه يمكن أن يشعل حربا ثقافية وتجارية ونووية بعد وصوله إلى الرئاسة الأميركية.

ومع ذلك، أشار مقال لصحيفة التايمز إلى أنه من الممكن أيضا أن يترأس ترامب -رغم أنه يتصرف مثل "الأهبل"- إدارة ذات كفاءة في ما يتعلق بأكبر اقتصادين في أميركا، وهما ولايتي كاليفورنيا وتكساس، وعددت الصحيفة بعض الأسباب التي رأت أن رئاسته قد لا تكون بهذا السوء كما تصورها كثيرون.

– كل المحللين تقريبا اتفقوا على أنه إذا فاز ترامب فستنخفض أسواق الأسهم، وتراوحت التقديرات من 2 إلى 7%، لكن بدلا من ذلك ارتفع مؤشر "ستاندرند آند بورز 500" بنسبة 3.8% مع نهاية الأسبوع الماضي، وتراهن الأسواق الآن على أن رفع القيود المالية سيشجع النمو، وهو ما حدث عقب استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث ارتفعت مؤشرات الأسواق ولم تنخفض.

– بدأ ترامب يخفف من تهديداته الأكثر غرابة في ما يتعلق ببناء جدار بين المكسيك والولايات المتحدة وجعل المهاجرين يدفعون مقابل دخولهم، كما أنه أعلن إبقاء بعض أجزاء من مشروع أوباما للرعاية الصحية، وتوقف عن الحديث عن فرض تعريفة الـ45% على الواردات الصينية، ومن غير المرجح أن يسعى لسجن منافسته هيلاري كلينتون.

– رئاسته ليست بالوظيفة القوية كما يبدو؛ لأن معظم ما يريد ترامب تحقيقه سيتطلب تشريعا، كما أن الأغلبية في مجلس الشيوخ ضئيلة، وتضم أناسا مثل جون ماكين، الذي لا يطيق ترامب وليس مدينا له بشيء، وهناك أيضا رئيس مجلس النواب بول ريان، بما له من شخصية لها ثقلها، الذي سيقرر الآن بشكل فعال حجم برنامج ترامب الذي سيتم.

– ترامب يحيط نفسه بالفعل ببعض العقلاء، والكثيرون ممن تجنبوه خلال حملته يطمحون الآن إلى العمل بجانبه، وهؤلاء الأشخاص شعبيتهم ليست قليلة لأنهم من المؤسسة نفسها التي كانت حملة ترامب ضدها، وهذا ما يطمئن بالرغم من سخريته.

– بعض سياساته ليست بهذا السوء؛ لأنه إذا استطاع -بمعاونة بول ريان- إصلاح الضرائب من خلال إلغاء الثغرات والخصومات، بينما يخفض معدلات الفائدة كما حدث في عام 1986، فمن الممكن حينئذ أن يجعل النظام برمته أكثر تقدمية، لأن الأغنياء هم أكثر المستفيدين من الإعفاءات الضريبية.

– وفي ما يتعلق بموقفه المستهجن من النساء والأقليات والمعاقين، فمن غير المرجح -لحسن الحظ- أن يؤدي ذلك إلى اضطهاد فعلي من قبل الحكومة؛ لأن الرئاسة ليست المكان الذي تقرر فيها مثل هذه الأمور، والإعلام سيكون متربصا، ومقارنة بالعديد من الجمهوريين فإن ترامب يبدو ليبراليا بطريقة إيجابية في ما يتعلق بمسائل الإجهاض والدين.

– وأخيرا، ففكرة أن هذا هو نهاية الديمقراطية أو بداية الفاشية هو مجرد هراء؛ لأن ترامب فاز في انتخابات ديمقراطية، وإذا أفسد الأمور فسينتهي أمره بعد أربع سنوات أو قبل ذلك.

المصدر : تايمز