سبعة دروس من فوز ترامب

President-elect Donald Trump delivers remarks to members of the news media during a meeting with US President Barack Obama (not pictured) in the Oval Office of the White House in Washington, DC, USA, 10 November 2016. President-elect Donald Trump and future First Lady Melania Trump are meeting with President Obama and First Lady Michelle Obama at the White House and are expected to discuss efforts toward a smooth transition of power.
ترامب يتحدث للعاملين بوسائل الإعلام الجديد بالبيت الأبيض أمس الأول بمناسبة أول لقاء له وزوجته بأوباما وزوجته (الأوروبية)

قالت صحيفة فايننشال تايمز إن السياسات الثقافية والسياسات القائمة على الهوية هي الخيط المشترك لعدم الاستقرار الذي ينتظم العالم حاليا، والتيارات المعادية للعولمة في حالة نمو، وهناك مبالغة في تشبيه دونالد ترامب بـرونالد ريغان، كما أن سياسة إدارة ترامب تثير عددا هائلا من الأسئلة، والديمقراطيون في حالة يُرثى لها.

وقد ورد ذلك في مقال لرئيس تحرير الصحيفة ليونيل باربر بعنوان "سبعة دروس من فوز ترامب" ونشرته اليوم كحصيلة ضمن تغطية باربر الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وأوضح الكاتب كذلك أن فوز ترامب أثار ألف سؤال وكثيرا من "البحث في الذات" حول أميركا ومستقبل الغرب، وأن أيامه الخمسة التي قضاها بنيويورك خلال الانتخابات الأميركية الأسبوع الماضي دفعته للوصول إلى سبع نتائج حول قضايا شتى.

وقال إنه ومن فوز ترامب إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى صعود خليفة جديد بالشرق الأوسط، فإن التوترات مرشحة للتصاعد قبل أن يتحسن الوضع، وإن ترامب استغل خوف الطبقة الوسطى والطبقة العاملة من الهجرة والحنين الثقافي لحقبة ماضية بأميركا، وإنه وظف بذكاء الغضب الشعبي من "الاستقامة السياسية" خاصة وسط النخبة بما فيها وسائل الإعلام الكبرى، وفي نهاية الأمر ومثلما هو الحال في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ربما تكون السياسة القائمة على الهوية قد عصفت بالسياسة التي يتعلمها الناس من الكتب.

المستحيل ممكن حاليا
ومضى باربر يقول إن خطاب ترامب المعادي للتجارة الحرة لم تستطع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون دحضه، وإن النخبة أصبحت راضية عن نفسها بشأن العولمة بعد أن فشلت في إدراك أهمية الدفاع عن النظام الليبرالي الذي ترسخ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية والمؤسسات والمعاهدات التي وقفت وراء النمو والازدهار. وتوقع الكاتب أن تجتذب السياسية "اليمينية المتطرفة" ماري لوبن بـ فرنسا وحزب البديل لألمانيا القلوب قبل انتخابات 2017 في البلدين "فقد أظهر ترامب أن الشعبوية لا تحدد قضايا النقاش فحسب، بل يمكنها أن تكسب أيضا" مضيفا أن المستحيل ممكن حاليا.

وأشار إلى أن تشبيه ترامب بالرئيس الأسبق رونالد ريغان مبالغ فيه لأن ترامب ليس لديه تجربة سياسية سابقة مثلما لريغان، كما أنه يفتقر لأي فلسفة سياسية عكس ريغان.

بالإضافة إلى ذلك، يقول الكاتب إن ترامب مولع بإبرام الصفقات حتى في السياسة الخارجية، لكن هذا النهج -الذي يجعل كل جوانب السياسة الخارجية معتمدة على العلاقات الشخصية ومهارات التفاوض بدلا من التحالفات والتخطيط لسياسات طويلة المدى- أمر يقلق أوروبا وآسيا، وتهديده بإبطال الاتفاق النووي مع إيران ينطوي على خطر كبير.

أزمة الديمقراطيين
وعن وضع الديمقراطيين، قال إنهم فازوا بالأصوات الشعبية ست مرات من سبع لكنهم فازوا بـ البيت الأبيض أربع مرات فقط. وتساءل عن إمكانية إعادة الديمقراطيين بناء حزبهم "أم أنهم سيلجؤون إلى الأسلوب الشعبوي مقتفين أثر ترامب؟".

وأكد باربر أنه لا خوف على أميركا من ترامب وأمثاله، فالسياسيون الأميركيون ليسوا كـفلاديمير بوتين أو فيكتور أوربان، وأميركا ليست روسيا أو المجر، فترامب يعمل في إطار مؤسسات يسودها النقد والمحاسبة والفصل بين السلطات بموجب الدستور الأميركي.

وقال أيضا إنه رغم أن ترامب يتمتع بسلطات تنفيذية واسعة، فإن أميركا لديها مؤسسات قوية ستعمل كثقل مضاد له.

وأضاف أن ترامب يتوجب عليه الآن أن يثبت أنه قادر على القيام بدور البناء. فإمبراطور العقارات الجديد على عالم السياسة تحدى كل راسخ ومستقر في جميع المجالات، ولم يدفع فلسا واحدا على الإعلانات التلفزيونية معتمدا على علامة ترامب التجارية والرسالة البسيطة "نعيد لأميركا مجدها" لكن العمل الحكومي يتضمن خيارات وأولويات أصعب بكثير.

ذكر الكاتب ذلك بعد أن أشار إلى أن ترامب قد قضى على سلالتين سياسيتين وهما سلالة بوش وكلينتون، ودمر تقاليد عريقة في كل المجالات، وعلى وشك التغيير الشامل لـ واشنطن، وعليه الآن أن يثبت قدرة على البناء كما أثبت قدرة كبيرة على التدمير.          

المصدر : فايننشال تايمز