تحذير من فشل الاتحاد الأوروبي كمشروع سياسي
حذر رئيس المجلس الأوروبي من احتمال انهيار الاتحاد الذي يضم في عضويته 28 دولة ما لم يطرأ تحسن على استراتيجيته الخاصة بالتعامل مع أزمة الهجرة في وقت يتعرض فيه لانتقادات بسبب إخفاق سياساته الحالية.
وقال رئيس المجلس دونالد تاسك إن فشل الاتحاد الأوروبي في التصدي للأزمة ستترتب عليه "تداعيات خطيرة" من قبيل وضع حدٍّ لحرية التنقل بدون جوازات سفر عبر حدود دول منطقة شينغن.
ومضى تاسك -الذي شغل منصب رئيس الوزراء في بلده بولندا قبل أن يتولى رئاسة المجلس الأوروبي- إلى التحذير من أن الاتحاد الأوروبي قد ينهار "كمشروع سياسي" إذا لم يستطع السيطرة على حدوده الخارجية باقتدار.
وأبلغ تاسك أعضاء البرلمان الأوروبي بأن القمة المقرر عقدها في العاصمة البلجيكية بروكسل يومي 17 و18 مارس/آذار المقبل ستكون "آخر فرصة لمعرفة ما إذا كانت استراتيجيتنا تحقق نجاحا".
ويأتي التحذير الصارخ للمسؤول الأوروبي بعد أن أعادت كل من المجر وسلوفينيا والنمسا والدانمارك والسويد فرض قيود على عبور حدودها، وعقب رفض دول أخرى خطة تهدف لتقاسم أعباء الأزمة بحيث تأخذ كل دولة نصيبها من المهاجرين إلى أوروبا.
ورأت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن ما وصفته بـ"تعنت" تلك الدول سيكون له مفعول العدوى في الجارتين سلوفينيا وصربيا اللتين تقعان على ما يُحرف بممر الهجرة القادمة من اليونان التي يصل إليها معظم المهاجرين من تركيا في طريقهم إلى شمال أوروبا.
وبينما تثير قضية الهجرة هذه خلافات وانقسامات وسط دول الاتحاد الأوروبي، أعرب مسؤولون في ألمانيا -التي تُعد الوجهة الرئيسية للمهاجرين إلى أوروبا- عن خيبة أملهم في عجز الاتحاد الواضح عن أي استجابة جماعية للأزمة الكبرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.