بطلة السلام تشرف على اضطهاد الروهينغا

Bangali so called Rohingya women and a child sit at their makeshift house at the ThetKelPyin Muslim refugee camp in Sittwe, Rakhine State, western Myanmar, 06 August 2015. Myanmar's President declared on 31 July 2015 four regions as disaster zones (Sagaing and Magway regions, as well as Rakhine and Chin states). Heavy monsoon rains caused floods around Myanmar with dozens deaths being reported as thousands are fleeing their homes in several parts across the country. In Myanmar the monsoon season starts at the beginning of June and it ends in September.
مسلمات بمعسكر للاجئين بغرب ميانمار أغسطس/آب الماضي (الأوروبية)
تناولت صحف أميركية ثلاث قضايا متفرقة: شملت مقالا ينتقد صمت زعيمة ميانمار الحائزة على جائزة نوبل للسلام عن الانتهاكات التي ترقى للإبادة الجماعية ضد الروهينغا، وتقريرا عن التجويع في مضايا، وتقريرا عن زعيم طالبان الجديد الملا أختر محمد منصور.

حيث استهل الكاتب نيكولاس كريستوف مقالا له بنيويورك تايمز بالقول إن العالم سيشهد قريبا مشهدا غريبا، وهو أن المحبوبة الحائزة على جائزة نوبل للسلام أونغ سان سو تشي ستشرف على معسكرات الاعتقال الأشد انتهاكا لحقوق الإنسان في القرن الـ21 حتى الآن.

وأضاف أن أونغ سان بطلة حقيقية ناضلت من أجل الديمقراطية لبلادها، وتُوّج نضالها في نوفمبر/تشرين الماضي بفوز حزبها بانتخابات تاريخية، كما أنها سترث أسوأ قضايا التطهير العرقي التي يمكن أن نسمع عنها في العالم، وهو تدمير ميانمار للأقلية المسلمة التي تُسمى الروهينغا.

إبادة جماعية
وأوضح أن دراسة حديثة لجامعة ييل الأميركية أشارت إلى أن انتهاك حقوق الروهينغا الذين يزيد تعدادهم عن المليون ربما يرقى إلى الإبادة الجماعية. وعلى الأقل، تقول التقارير السرية للأمم المتحدة إنه ربما يشكل "جرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي".

ما وصلت إليه حال أهالي مضايا يمثل فشلا مدويا للقوى الدولية التي تزداد فشلا حتى بعد تكثيف نشاطها العسكري والدبلوماسي باسم حل الصراع

وانتقد الكاتب الزعيمة أونغ سان التي قال إنه يبدو أنها تخطط لاستمرار هذه "النسخة الميانمارية" من سياسة الفصل العنصري (الأبارتايد)، مضيفا أن التأييد الكاسح بميانمار لاضطهاد الروهينغا لا يبرر لأونغ سان صمتها على هذه الجريمة.

ونشرت الصحيفة نفسها تقريرا من بيروت عن التجويع ببلدة مضايا السورية، يتضمن صورة مؤلمة عما يواجهه الناس هناك، قائلا إنهم يأكلون الحمير والقطط، ويشربون حساء من الأعشاب والبهارات وأوراق الزيتون، ويصلون منهارين بدنيا إلى المصحة الوحيدة التي لا تعطيهم إلا القليل من أملاح التروية، كما أصبح الناس في البلدة غير قادرين على التعرف على جيرانهم في الطرقات لأن الجميع تغيّرت ملامح وجوههم التي برزت عظامها.

فشل كبير
وذكر التقرير أن ما وصلت إليه حال أهالي مضايا يمثل فشلا مدويا للقوى الدولية التي تزداد فشلا حتى بعد تكثيف نشاطها العسكري والدبلوماسي باسم حل الصراع، فجميع الأطراف تسعى لزيادة مكاسبها العسكرية قبل المحادثات عبر المزيد من القتل والتجويع للمدنيين. 

وأورد التقرير أن حسابات الأمم المتحدة تؤكد وجود نحو أربعمئة ألف سوري محتجزين الآن خلف خطوط القتال يفتقرون للطعام والأدوية، وذلك بعد أن كان عددهم 240 ألفا عام 2014، عندما تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا ملزما يأمر الأطراف المتحاربة بالسماح بمرور المساعدات.

أما صحيفة واشنطن بوست فقد نشرت تقريرا عن زعيم حركة طالبان أفغانستان الجديد الملا أختر محمد منصور، في الوقت الذي من المقرر أن تنعقد فيه اليوم جولة جديدة من مساعي السلام لأفغانستان بمشاركة أفغانستان وباكستان وأميركا والصين في إسلام أباد.

الملا أختر محمد منصور (رويترز)
الملا أختر محمد منصور (رويترز)

وقال التقرير إن الملا منصور، ورغم أنه لن يشارك في تلك المحادثات، فإن تأثيره سيكون حاضرا، مضيفا أنه وخلال الستة أشهر الماضية أثبت أنه شخصية مؤثرة.

أفضل فرصة
ونقل التقرير عن أعضاء سابقين وحاليين بطالبان قولهم إن منصور شخصية معتدلة، وتوفر أفضل فرصة لأفغانستان خلال العشر سنوات الماضية للتوصل لتسوية سلمية؛ نظرا إلى أنه عملي (براغماتي) استعان حتى بالشيوعيين عندما كان وزيرا للطيران للاستفادة من خبراتهم الفنية للحفاظ على استمرار طائرات البلاد في العمل.

وقال الدبلوماسي السابق بطالبان والمحلل السياسي بكابل حاليا وحيد مُجدا إنه لا يوجد كثيرون مثل الملا منصور بحركة طالبان "إنه جيد جدا لمحادثات السلام، فهو رجل يفهم وضع العالم وليس فقط كيفية استمرار القتال".

وأضاف مُجدا أن طالبان تحت قيادة منصور العسكرية لم تستمر في القتال فحسب، بل حققت انتصارات لم تحققها من قبل، وأنه قاد الحركة خلال السنوات الماضية التي اتصفت بالتعقيد والضغط العسكري الكبير من قبل الولايات المتحدة، وتجاوز أزمة القيادة التي برزت في طالبان بعد وفاة الملا عمر والانشقاقات لصالح تنظيم الدولة، وفي النهاية قبل أغلب منتقديه قيادته الحركة.

ورغم ذلك، واجه منصور معارضة داخلية من منشقين عن صفوف الحركة، متهمين إياه باغتيال منافسيه بلا رحمة، وقبول نظام الحكم الديمقراطي، والمتاجرة بالمخدرات. وقال التقرير إن منصور أسكت بعض منتقديه بدفع أموال لهم أو بتعيينهم في مناصب كبيرة، "وقتل آخرين".

وقال منسق شبكة محللي أفغانستان توماس راتنغ إنه يرى إشارات إلى أن طالبان تحت قيادة منصور على استعداد للمشاركة في السلطة.

المصدر : الصحافة الأميركية