ملف إيران يهيمن على صحف إسرائيل

(L-R) Chinese Foreign Minister Wang Yi, French Foreign Minister Fabius Laurent, German Foreign Minister Frank-Walter Steinmeier, High Representative of the European Union for Foreign Affairs and Security Policy Federica Mogherini, Iranian Foreign Minister Mohammad Javad Zarif, Russian Foreign Minister Sergei Lavrov, British Foreign Secretary Philip Hammond and US Secreatary of State John Kerry during a press conference in the course of the talks between the E3+3 (France, Germany, UK, China, Russia, US) and Iran in Vienna, Austria, 14 July 2015. Foreign ministers from six world powers and Iran finally achieved an agreement to prevent the Islamic republic from developing nuclear weapons, Western diplomats said in Vienna on 14 July 2015.
صورة تجمع وزراء خارجية الدول الكبرى وإيران بعد التوقيع على الاتفاق النووي (الأوروبية-أرشيف)

عوض الرجوب-الخليل

أبرزت صحف إسرائيل في عناوينها الرئيسية اليوم الأحد خبر تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل تتضمن نظاما دفاعيا ضد الصواريخ وتكنولوجيا متطورة ضد الأنفاق، في وقت علق عدد من الكتاب على الخبر الذي يفيد بعرقلة قيادات عسكرية إسرائيلية عام 2011 توجيه ضربة عسكرية لإيران.

وقالت صحيفة معاريف إن أوباما سيتعهد لأعضاء الكونغرس بتعويض أمني إضافي لإسرائيل للحصول على تأييدهم للاتفاق، في حين وصفت صحيفة يديعوت وعود أوباما بأنها "رزمة تعويضات".

إقناع الكونغرس
بدورها قالت صحيفة هآرتس إن أوباما أعلن عن المساعدات في إطار إقناع أعضاء كونغرس وشيوخ ديمقراطيين متخبطين إزاء تأييد الاتفاق النووي مع إيران، موضحة أنه بعث برسائل شخصية لبعضهم يتعهد فيها بتقديم دعم أمني وعسكري إضافي ونوعي لإسرائيل، والتحرك بشكل مستقل لمنع إيران من تحقيق اختراق يتيح لها امتلاك قنبلة نووية.

وتحت عنوان "الهجوم الذي لم يكن"، أوضحت معاريف أن تسجيلا صوتيا أظهر اتهام وزير الدفاع السابق إيهود باراك لرئيسي الأركان غابي أشكنازي وبيني غانتس والوزير موشيه يعلون وغيرهم بمعارضة الهجوم على إيران عام 2011.

ورأت الصحيفة في نشر التسجيلات التي تقول إنها تمت ضمن جهد اثنين من الصحفيين الذين كتبوا السيرة الذاتية لباراك، أنه أراد لروايته أن تنشر وأن يضع نفسه كمن دفع نحو الهجوم ولكن آخرين منعوه، في حين هناك روايات لم تنشر.

خداع
وفي الصحيفة نفسها رفض بن كسبيت رواية باراك، ووصف كلامه بالسخيف، وقال إنه إذا أراد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مهاجمة إيران فسينجح في إقناع الكابنت.

وأضاف أنه لو قرر نتنياهو الهجوم لحدث هذا، موضحا أنه ليس هناك رئيس حكومة لا يمكنه تجنيد الكابنت (المجلس الوزاري المصغر) لمثل هذا القرار، لكنه لم يتخذ القرار، وبهذا سمح لغيره بعدم تأييد الهجوم.

وبالانتقال إلى صحيفة "إسرائيل اليوم" لم ير دان مرغليت فيما كشفه باراك أسرارا لأنه نشر في الماضي، لكنه اتهمه بالإخلال بثقة زملائه في المجلس الوزاري.

وقال إن الشك يبقى حول تصميم نتنياهو وباراك وإلى أي حد استخدما التهديد العسكري من أجل فرض الحصار الاقتصادي على إيران "الذي لولاه لما وافق آيات الله على التفاوض من أجل تقييد المشروع النووي".

وخلص الكاتب إلى أنه "كلما تحقق الاتفاق الذي وقعه أوباما مع إيران ستميل الكفة لصالح معارضي الهجوم، وكلما تبين مع الوقت أن آيات الله قد خدعوا العالم، سيتم تذكر نتنياهو وباراك من الملايين".

ضائقة
وقالت يديعوت إن إطلاق الصواريخ الأسبوع الماضي على الجليل المحتل "دليل آخر على أن إيران في ضائقة بسبب فشل مغامرتها الإقليمية في سوريا والعراق، وهو ما اضطرها للتوقيع على الاتفاق النووي".

واتهمت الصحيفة في افتتاحيتها إيران بالإيعاز لحركة الجهاد الإسلامي بقصف الصواريخ بسبب نشاط إسرائيل ضد الاتفاق، معللة عدم الإيعاز لحزب الله بتنفيذ العملية بأن الحزب لا يسارع إلى المخاطرة.
ووفق الصحيفة فإن رد إسرائيل "السريع والحازم" بهجوم قوي على القوات السورية كان جوابا "صهيونيا وإستراتيجيا فائقا"، كما أنه أوضح للإيرانيين أنه "ليس لهم مخبأ تحت شمس الاستخبارات الإسرائيلية"، وأن إسرائيل "تفهم جيدا اللعبة الإيرانية وقد مست بالحلقة الأضعف في السلسلة".

وخلصت الصحيفة إلى أن حادثة الصواريخ هي بالفعل هامة في معادلة الردع التي ينبغي لإسرائيل أن تخلقها حيال المجال الفوضوي السوري والتوسع الإيراني الإقليمي.

وفي هذا الإطار استنتج يمي شليف في هآرتس أن الصراع على إحباط الاتفاق النووي مع إيران من خلال الكونغرس على أبواب الفشل.

وعبّر عن اعتقاده بأن محاولة إسرائيل تحويل هجوم الصواريخ في الشمال إلى مسدس مدخن يُدين إيران أمام الكونغرس قد "فشلت فشلا ذريعا".

المصدر : الجزيرة