المجتمع الأميركي يعاني من النظرة الدونية للمرأة

امرأة أميركية تبيع متجات دعائية في منتجع سي وورلد بمدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأميركية - تصوير أحمد الجنابي
المرأة الأميركية تجني 78 سنتا مقابل كل دولار يجنيه الرجل (الجزيرة نت)

رغم أن الولايات المتحدة تعتبر في نظر الكثير من شعوب العالم من الدول المتقدمة التي قطعت الشوط الأكبر في مجال الحقوق المدنية، فإن المجتمع الأميركي لا يزال يعاني من النظرة الدونية للمرأة، وأحد الوجوه التي تتجلى فيها تلك الحالة هو أن مستوى أجور النساء أقل من الرجال بشكل لافت.

وتقول الكاتبة لاورا كراي في مقال لها في صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن النساء في الولايات المتحدة يجنين 78 سنتا مقابل كل دولار يجنيه الرجال، وترى أن المشكلة ليست في عدم قدرة النساء على التفاوض الناجح حول الراتب عند حصولهن على عمل، بل في تقاليد راسخة في مجتمع الأعمال الأميركي.

ومن القناعات العامة التي تتردد دائما أن الرجل بطبعه مفاوض أكثر جدارة من النساء وبالتالي فإذا استُخدم رجل وامرأة تحت مسمى وظيفي واحد فإن الرجل سيحصل على راتب أعلى من زميلته لأنه عرف كيف يتفاوض على الأجر.

دان آتكنسون:
لقد حصلنا على أناس أكثر كفاءة، لأن الموظف الذي يؤمن بأنه استحق راتبه عن جدارة لا تكون لديه مشاكل ويكون رفيق عمل أفضل

ولا تكمن المشكلة في عدم قدرة المرأة على أن تفاوض مثل الرجل، بل تكمن في عدم رغبة المجتمع برجاله ونسائه في أن تصبح المرأة على قدم المساواة مثل الرجل في تفاوضها للحصول على عمل وفي طريقة معاملتها في بيئة العمل.

والناس بشكل عام يقيمون المفاوض الجيد على أنه "ناضج وذو عزيمة وواثق من نفسه" وهي بطبيعة الحال صفات ترتبط في الوعي الإنساني بشكل طبيعي بالطبيعة الذكورية، أما الصفات الأنثوية فتتجلى في نمطها التقليدي في "العاطفة وإنكار الذات" مثلا.

هذه المفاهيم المترسخة في اللاوعي عند الناس تعطي الرجل اليد العليا في مسألة تحديد الأجور بشكل آلي.

وأكثر من ذلك، فقد وجد الباحثون في دراسة اشتركت فيها الكاتبة العام الماضي أن التجاوب مع مستخدم ذكر يطالب بزيادة في الراتب يكون أكثر ليونة مقارنة بطلب زيادة من مستخدمة أنثى، أما في مقابلات الحصول على عمل فإن الرجل الذي يقاتل من أجل راتب أعلى فهو ذو شعور بالمسؤولية وذو طموح مشروع، أما الأنثى التي تفعل المثل فهي متطلبة وقد لا تصلح لتكون زميلة جديدة في بيئة العمل.

وترى الكاتبة في نهاية مقالها أن السياسة الشفافة في سلم أجور يستند إلى نوعية المستخدم وليس لمعايير سوق العمل من شأنها أن تلغي الفوارق وتساهم في جعل الشركة أكثر جاذبية للمهنيين وأصحاب الكفاءة. وتورد الكاتبة مثالا عن شركة متخصصة بالتحليلات اسمعها "صم أول" التي تتبع سياسة الشفافية فيما يخص سلم الأجور.

وتقتبس في هذا السياق قول الرئيس التنفيذي "صم أول" دان آتكنسون في لقاء مع قناة الجزيرة أميركا "لقد حصلنا على أناس أكثر كفاءة، لأن الموظف الذي يؤمن بأنه استحق راتبه عن جدارة لا يكون لديه مشاكل، ويكون رفيق عمل أفضل".

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست