ما دوافع هجوم كاليفورنيا؟

FBI agents gather evidence in front of the Redlands residence and vehicle belonging to the shooters in connection to the Wednesday massacre in San Bernardino, California December 3, 2015. Authorities on Thursday were working to determine why a man and a woman opened fire at a holiday party of his co-workers in Southern California, killing 14 people and wounding 17 in an attack that appeared to have been planned. REUTERS/Alex Gallardo
فريق من مكتب التحقيقات الفدرالي يحاول جمع أدلة تتعلق بالزوجين منفذي الهجوم على مؤسسة برناردينو للخدمات الاجتماعية بكاليفورنيا (رويترز)

ما أن تنتهي آثار هجمات باستخدام أسلحة رشاشة أو وسائل أخرى في الولايات المتحدة حتى تتفاجأ البلاد بأحداث أكثر عنفا وأشد إيلاما، وهذه المرة زوجان شابان أطلقا النار على أشخاص أثناء احتفال بمركز لذوي الاحتياجات الخاصة في كاليفورنيا، فما الدوافع الكامنة وراء هذا الهجوم  الجديد؟

هذه هي الأبعاد التي تناولت من خلالها معظم الصحف الأميركية حادثة إطلاق النار التي نفذها الزوج سيد رضوان فاروق (28 عاما) والزوجة تاشفين مالك (27 عاما) الأربعاء الماضي على المجتمعين باحتفال في مبنى الاجتماعات بمركز لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا باستخدام رشاش ومسدس.

فقد وصفت مجلة فورين بوليسي الحادث الذي أسفر عن مقتل 14 شخصا وإصابة أكثر من عشرين آخرين بأنه شكل من أشكال "الإرهاب المحلي". وأوضحت أن المهاجمين بدآ هجومهما عند الـ11 صباحا، وأنهما حضرا إلى المكان وهما مستعدان لتنفيذ الهجوم ويرتديان ملابس شبه عسكرية، وكأنهما كانا في مهمة.

من جانبها قالت مجلة تايمز إن الزوجين اللذين نفذا هجوم كاليفورنيا ملآ منزلهما بالذخائر وبأدوات صناعة القنابل، وأضافت مجلة تايم أنه كان لدى منفذي هجوم كاليفورنيا ما يكفي لشن هجوم ثان لولا أنهما قتلا في الحادثة.

 وأشارت مجلة تايم إلى أن منفذي هجوم كاليفورنيا تركا في مكان الحادث أسلحة وقنابل تنفجر عن بُعد وأجهزة هاتف نقالة، ونسبت إلى مصادر في مكتب التحقيقات الفدرالي القول إن المهاجمين استلهما طريقتهما من تنظيم القاعدة.

الطفلة لدى الجدة
من جانب آخر، قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الزوجين الشابين اللذين نفذا هجوم كاليفورنيا تركا طفلتهما (ستة شهور) لدى جدتها لأبيها صباح ذلك اليوم الذي نفذا فيه الهجوم، وأضافت أن الزوج من أصل باكستاني.

وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إلى العديد من حوادث العنف التي شهدتها الولايات المتحدة على مدار سنوات، ونسبت بافتتاحيتها إلى الرئيس باراك أوباما القول إن ما تشهده بلاده من أحداث عنف دموية يعتبر أمرا غير طبيعي وأنه ليس له مثيل.

وأضافت أن الولايات المتحدة شهدت هجمات دموية متزايدة باستخدام الأسلحة الفردية، وأن حوالي 11500 حالة انتحار تمت باستخدام أسلحة فردية بالفترة من 1998 إلى 2013، وذلك في ظل توفر الأسلحة وسهولة الحصول عليها.

كما تحدثت صحيفة نيويورك تايمز بافتتاحيتها عن الرعب الذي ساد مكان الحادثة بكاليفورنيا، وتساءلت عما إذا كان بمقدور الحكومة والسلطات وقف من مثل هذه الهجمات المروعة. وقالت إنه إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات حازمة، فإن هذه الحوادث الدموية ستتكرر.

تحقيقات
وفي نفس السياق، قالت صحيفة واشنطن بوست إن مكتب التحقيقات الفدرالي لا يزال يبحث في الدوافع الكامنة وراء تنفيذ هجوم كاليفورنيا، وأضافت أن السلطات تحقق في موقع الحادثة وموقع مقتل المهاجمين الاثنين ومنزلهما في نفس اللحظة.

يُشار إلى أن هذا الحادث يُعد الأكثر دموية منذ "المذبحة" التي حدثت في ديسمبر/كانون الأول 2012 بمدرسة ساندي هوك الابتدائية في نيوتاون بولاية كونيتيكيت، وقتل فيها 26 شخصا منهم عشرون طفلا.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية