استجابة أميركا لأزمة اللاجئين السوريين مخجلة
فقد نشرت مجلة تايم مقالا للكاتب إيان بريمر، عرض فيه حقائق تبين أن استجابة الولايات المتحدة لأزمة اللاجئين السوريين تعتبر مخجلة، وقال إن العديد من السياسيين الأميركيين انقلبوا ضد اللاجئين السوريين في أعقاب هجمات باريس.
وأضاف أن الولايات المتحدة لم تستقبل سوى ألفين و290 لاجئا سوريا، من أصل أربعة ملايين
ومئتي ألف تشردوا إثر الحرب المستعرة في البلاد منذ 2011. وأوضح أن نحو 31 حاكم ولاية أميركية أعلنوا رفضهم استقبال اللاجئين السوريين، وأنهم جميعا جمهوريون باستثناء حاكم واحد.
قرار
وأضاف أن بعض مرشحي الرئاسة لعبوا دورا في هذا الوضع المخجل، وأن عضو الكونغرس عن ولاية تكساس تيد كروز خطط لقانون يمنع المسلمين من اللاجئين السوريين من دخول أميركا بالرغم من أنه ابن لاجئ كوبي، وأن والد كروز دخل أميركا لاجئا فارا من كوبا في خمسينيات القرن الماضي.
كما أن الكونغرس الأميركي نفسه صوَّت الأسبوع الماضي لصالح مشروع قرار بواقع 289 صوتا مقابل 137، يشترط على مدير التحقيقات الفدرالي ووزير الأمن الداخلي ومدير الاستخبارات الوطنية، التأكد من أن أي لاجئ سوري تتم الموافقة عليه لا يشكل خطرا على الأمن القومي الأميركي.
وأضاف أن هذا القانون الأميركي الجديد يهدف إلى تعطيل معاملات اللاجئين السوريين وجعلها بطيئة، وأن تمرير القرار جاء بفضل 74 صوتا من أعضاء الحزب الديمقراطي و242 من أعضاء الحزب الجمهوري.
كما أشار الكاتب إلى استطلاع للرأي أجراه معهد غالوب الصيف الماضي، سبق أن كشف عن أن 63% من الأميركيين يرون أن استقبال اللاجئين السوريين يعد أمرا جيدا للولايات المتحدة بشكل عام.
استطلاع
لكن استطلاعا آخر للرأي أجراه معهد بلومبيريغ للسياسات الأسبوع الماضي في أعقاب هجمات باريس، أظهر أن 53% من الأميركيين غير راغبين في استقبال أي لاجئ سوري، وأن 11% يرحبون بالمسيحيين فقط من اللاجئين السوريين.
وأضاف الكاتب قائلا: هناك دول جوار أنفقت الكثير على اللاجئين السوريين الذين لجؤوا إليها مثل تركيا والأردن ولبنان، التي أنفقت المليارات على إيواء وإطعام المشردين السوريين الذين لجؤوا إليها.
من جانبها نشرت مجلة فورين بوليسي مقالا للكاتبة ديفون كون، المعينة من طرف وزارة الخارجية الأميركية لتقييم وتمحيص شؤون اللاجئين السوريين من أجل قبول دخولهم الولايات المتحدة، قالت فيه إنها تسأل اللاجئين العديد من الأسئلة قبل تحديد مصيرهم.
مقابلات مطولة
وأوضحت الكاتبة أن أسئلتها لكل لاجئ تبدأ منذ بدأت الحرب عام 2011، مثل: أخبرني بقصة ما حدث منذ بدأت الاحتجاجات في سوريا إلى الوقت الذي غادرت فيه منزلك، متى غادرت سوريا؟ وكيف غادرتها؟ وأي وسيلة نقل استخدمت؟ وهل سبق لك أن شاركت في أي احتجاجات سلمي؟ وهل شاركت في أي أعمال عنف؟ وهل سبق لك أن تواصلت مع أي شخص استخدم العنف حتى للدفاع عن النفس؟
وأضافت أن من الأسئلة الأخرى: هل سبق أن انخرطت في الخدمة العسكرية؟ وهل سبق أن دعمت أي جماعة سياسية؟ وهل عدت إلى سوريا بعد أن غادرتها؟ وكيف كان مستواك في المدرسة؟ وما اسم والدتك، وأبيك، وكل إخوانك وأخواتك؟ وذكرت أن العديد من الاستيضاحات تتبع هذه الأسئلة.
وأشارت إلى أن مقابلات اللاجئين السوريين إلى أميركا تتطلب عدة ساعات وقدرا كبيرا من التفاصيل، وأنه يتم التدقيق في أي تناقضات، كما تتم مطابقة المعلومات التي يقدمها اللاجئ مع أي معلومات موثوقة أخرى خاصة بمنطقته.
وقالت إن هذه المقابلة ليست إلا الخطوة الأولى من عشرات المقابلات الأخرى المعقدة والعديد من الفحوص الأمنية التي يخضع لها اللاجئ في ما يعرف ببرنامج قبول اللاجئين الأميركي.
وأشارت الكاتبة إلى أن العديد من اللاجئين السوريين غادروا إلى أوروبا، ولكن العدد الأكثر لجأ إلى دول الجوار مثل تركيا والأردن ولبنان، وأشارت إلى أن سياسيين أميركيين يعارضون استقبال عشرة آلاف لاجئي سوري سبق للرئيس الأميركي باراك أوباما الإعلان عن عزمه استقبالهم.