إندبندنت تنتقد استطلاعا "مضللا" لمسلمي بريطانيا

Anjem Choudary, right, a British Muslim social and political activist and spokesman for Islamist group, Islam4UK, speaks following prayers at London Central Mosque in Regent's Park, London, Friday, April 3, 2015. He was opposed by members of the English Defence League and Britain First who were penned in by police across the street from the Mosque. (AP Photo/Tim Ireland)
جرائم الكراهية ضد مسلمي بريطانيا زادت بنسبة كبيرة عقب هجمات باريس (أسوشيتد برس-أرشيف)

علقت صحيفة إندبندنت البريطانية على استطلاع مثير للجدل نشرته صحيفة "ذي صن" الأحد في صفحتها الأولى زاعمة فيه أن "واحدا من كل خمسة مسلمين بريطانيين" يبدي بعض التعاطف مع الذين يسافرون إلى الخارج للقتال إلى جانب من وصفتهم بـ"الجهاديين" في سوريا.

وانتقد كاتب المقال جون ستون الاستطلاع بأن هذا التأكيد الذي خلصت إليه الصحيفة بُني على سؤال ما إذا كان المستطلعون لديهم "تعاطف مع الشباب المسلمين الذين يغادرون بريطانيا للقتال في سوريا".

وأشار الكاتب إلى أن المستطلعين سمح لهم بالقول ما إذا كان لديهم "كثير" أو "بعض" أو "عدم" تعاطف مع الذين يسافرون إلى سوريا.

ورأى الكاتب وجود مشكلة في تفسير الصحيفة لهذا الاستطلاع، وهي أن الذين يسافرون إلى سوريا ليسوا بالضرورة يذهبون للقتال إلى جانب "الجهاديين"، وأن هناك على سبيل المثال مسلمين بريطانيين يذهبون للقتال بجانب الأكراد الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف أن جل التغطية الإعلامية لهذه الفئة من البريطانيين كانت إيجابية للغاية حيث وُصِف هؤلاء المقاتلون في الصحافة الوطنية بـ"الأبطال".

جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا زادت بنسبة 300% ومعظم 115 ضحية في الأسبوع الماضي عقب هجمات باريس كانوا من الفتيات والنساء المسلمات من سن 14 و45 اللائي يرتدين الحجاب

ونبه ستون إلى أمرين هامين في الطريقة التي يُنشأ بها الاستطلاع من المرجح أن يضخمان النسبة المئوية للإجابة بالتعاطف. الأمر الأول والأهم هو صياغة السؤال، إذ إن كلمة "تعاطف" مصطلح واسع جدا ولا يعني بالضرورة دعما كاملا. والذين يقولون إنهم متعاطفون مع شيء قد يقولون إنهم يتفهمون سبب إقدام الشخص على عمل شيء ما، حتى إذا كانوا يعتقدون أنه على خطأ، وقد يقولون ببساطة إنهم يشعرون بعدم الارتياح لشخص في هذا الموقف.

والثاني، حقيقة أن السماح للمُستطلعين بالقول إنهم كان لديهم "كثير" أو "بعض" التعاطف بدلا من اختيار إجباري بين "بعض" أو "لا شيء" أمر له أهميته لأنه من الناحية المنهجية الاختيار المعتدل في أي استطلاع من المرجح أن يُلتقط بشكل غير متناسب، وهذا يضخم عدد الأشخاص المتعاطفين.

وأضاف الكاتب أن أكبر مشكلة في هذا الاستطلاع هي أنه إذا سُئل غير المسلمين نفس الأسئلة فإنهم سيقدمون في الواقع إجابات مشابهة جدا. وقال إن عواقب هذا الأمر أبرزتها الأرقام التي نشرتها صحيفة إندبندنت أمس وأظهرت أنه في أسبوع واحد منذ هجمات باريس زادت جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا بنسبة 300%. وقال إن معظم 115 ضحية في الأسبوع الماضي عقب الهجمات كانوا من الفتيات والنساء المسلمات من سن 14 و45 اللائي يرتدين الحجاب.

وختم ستون بأن تغطية مثل التي جاءت بصحيفة ذي صن تعطي الانطباع بأن شريحة معتبرة من المجتمع المسلم في بريطانيا تدعم هذه الفظائع، وأن الذين ينفذون جرائم الكراهية تلك يعتقدون افتراضا، لسبب ما، أن المسلمين العاديين لديهم بعض التأييد لهجمات باريس.

المصدر : إندبندنت