تحالف منقوص أم خطة حرب كاملة؟

In this Tuesday, Sept. 23, 2014, photo, released by the U.S. Air Force, a pair of U.S. F-15E Strike Eagle flies over northern Iraq, after conducting airstrikes in Syria. U.S.-led coalition warplanes bombed oil installations and other facilities in territory controlled by Islamic State militants in eastern Syria on Friday, Sept. 26, 2014, taking aim for a second consecutive day at a key source of financing that has swelled the extremist group's coffers, activists said. (AP Photo/U.S. Air Force, Matthew Bruch)
طائرتان حربيتان أميركيتان تحلقان فوق شمال العراق عقب قصفها منشآت نفطية في سوريا (أسوشيتد برس)

حفلت اثنتان من كبريات الصحف الأميركية بالعديد من المقالات والتقارير التي تناولت بالنقد والتحليل قرار إدارة الرئيس باراك أوباما خوض حرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، ونجاحها في عقد تحالف دولي وإقناع عدد من الدول العربية بالانضمام إليه.

غير أن صحيفة واشنطن بوست رأت في افتتاحيتها اليوم الأحد أن هذا التحالف "منقوص" رغم إقرارها بالنجاح "اللافت" الذي حققه أوباما في تشكيله.

أما لماذا هو منقوص فذلك لأنه انطوى على ثمن تعين على الولايات المتحدة دفعه، وتضمن ذلك تخفيفَها الضغط على نظامي الحكم في مصر والبحرين، بحسب الصحيفة.

ولم تقتصر "المكافآت" على الجانب السياسي وحده، بل تعدته لتشمل التعاون العسكري، فقد أبلغت واشنطن القاهرة بأنها ستزودها قريبا بعشر مروحيات من طراز أباتشي كانت قد أرجأت تسليمها بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في مصر.

ثم كان قرار أوباما الالتقاء بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا في نيويورك.

وفي ذلك تقول واشنطن بوست إن ذلك اللقاء أثار "الفزع" في أوساط خبراء السياسة الخارجية الأميركية وحقوق الإنسان في مجموعة العمل الخاصة بمصر.

فقد أبلغ هؤلاء الرئيس أوباما في رسالة أنه بغض النظر عن المساعدات التي يقدمها السيسي في الحرب ضد التطرف في المنطقة، "فإنه يجني كل يوم ثمار ذلك سياسات قمعية في مصر".

وبالنسبة للبحرين، فقد أشار الناشط الأميركي في مجال حقوق الإنسان بريان دولي في بيان منفصل أن إدارة أوباما ما تزال تدعم النظام البحريني حتى بُعَيْد طرده مسؤولا كبيرا في الخارجية الأميركية لمجرد التقائه بمسؤولين في حزب معارض.

واشنطن تايمز:
الجمهوريون يقولون إن الولايات المتحدة -رغم نجاحها في تشكيل تحالف لشن ضربات جوية ضد أهداف لتنظيم الدولة في العراق وسوريا- لم تعد في عهد أوباما ذلك القائد العالمي المحترم كما كانت

قفزة عجلى
وفي مقال آخر بنفس الصحيفة يعكس انقساما في نظرة الأميركيين إلى التعامل مع ما يجري في الشرق الأوسط، كتبت المحررة كارين دي يونغ تقول إن قرار شن ضربات جوية على تنظيم الدولة يُعد "قفزة سريعة من حالة الافتقار لإستراتيجية إلى خطة حرب كاملة".

وقالت الكاتبة "قبل نحو شهر فقط لم تكن هناك إستراتيجية، وبعده بدأ تنفيذ خطة على نحو سريع".

وأضافت أن خبراء الأمن القومي قدموا للرئيس تشكيلة من الإجراءات "المتباينة" افتقرت إلى برنامج عمل "مترابط" هدفه التصدي للجوانب العسكرية والدبلوماسية والسياسية للمشكلة ويمكن شرحه للرأي العام الأميركي "الذي بدأ يساوره قلق متزايد".

أما صحيفة واشنطن تايمز المعروفة بميولها اليمينية وانتقادها الدائم لأوباما وحزبه الديمقراطي، فقد رأت أن سياسات الإدارة الحالية "ساهمت في تدني مكانة الولايات المتحدة في العالم".

وتناولت الصحيفة تصريحات أوباما عقب عودته من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي قال فيها إن قيادة واشنطن للعالم لا تقتصر على الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية فحسب، بل تتعداه إلى التصدي للعدوان الروسي على أوكرانيا، بينما تقوم في الوقت نفسه بدور ريادي في احتواء وباء إيبولا الفتاك في أفريقيا.

وقالت واشنطن تايمز إن دفاع الرئيس "المستميت" عن القيادة الأميركية للعالم جاء عقب ما ظل يؤكده أنصار الحزب الجمهوري والمنتقدون من أن الإدارة الحالية "ساهمت طواعية في تراجع مكانة الولايات المتحدة في العالم".

وفي رد مباشر على تلك الانتقادات، قال أوباما إن "القيادة الأميركية هي الثابت الوحيد في عالم متقلب"، متعهدا بأن تلك القيادة ستكون جلية طالما ظل هو الرئيس.

بيد أن الجمهوريين قارعوا حجة أوباما تلك بالقول إن الولايات المتحدة -رغم نجاحها في تشكيل تحالف لشن ضربات جوية ضد أهداف لتنظيم الدولة في العراق وسوريا- "لم تعد ذلك القائد العالمي المحترم كما كانت من قبل".

المصدر : الصحافة الأميركية