صحف تعلق على صفقة تبادل الأسرى الأميركية الأفغانية
أولت صحف غربية اهتماما بالصفقة الأميركية الأفغانية لإطلاق سراح الجندي الأميركي الأسير لدى حركة طالبان في مقابل إطلاق خمسة من أبرز أعضاء الحركة المعتقلين في سجن غوانتانامو، وتداعيات ذلك على إحلال السلام في أفغانستان.
فقد كتبت صحيفة غارديان البريطانية في تعليقها أن هذه الصفقة تمثل حالة غير مسبوقة في الدبلوماسية الأميركية الحديثة ولم تلق ترحيبا داخليا وخارجيا، حيث اعتبرها بعض الجمهوريين تعاملا مع "إرهابيين"، بل حتى خيانة لذكرى الذين قضوا في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
واعتبرت الصحيفة موافقة إدارة الرئيس باراك أوباما على إطلاق سراح سجناء طالبان دون إشعار الكونغرس بوقت كاف قد تجعل أوباما يلتزم بوعده الذي كرره مؤخرا بإغلاق معتقل غوانتانامو -الذي يعتبره "غير دستوري"- قبل ترك منصبه، وبذلك لن يكون هناك أحد داخل هذا السجن يستحق البقاء فيه، وبهذه الطريقة قد ينظر إلى هذه الصفقة كعلامة على البراغماتية التي تشكل الأساس لسياسة الرئيس الخارجية التي ينتقدها كثيرون.
وترى الصحيفة أن تبريرات البيت الأبيض ووزارة الدفاع والخارجية الأميركية لهذه الصفقة قد ترقى إلى أن تكون تصريحا بأن الحرب في أفغانستان قد انتهت ليس فقط لأميركا ولكن لطالبان أيضا، وتدل ضمنا أيضا على أن الإدارة الأميركية تنظر إلى طالبان الآن على أنها طرف محارب، وهو ما لا يقره كثير من الأميركيين والأفغان كذلك.
هذا السلام الذي تسعى إليه واشنطن من المرجح أن يظل بعيد المنال في أفغانستان حتى مع نجاح تبادل الأسرى |
مخاوف كبيرة
أما مجلة تايم الأميركية فاعتبرت إطلاق سراح الأسير الأميركي إنجازا هاما ولكن لا ينبغي أن ينظر إليه كبشارة على اتفاق سلام ينهي أطول حرب خاضتها أميركا على الإطلاق. وقالت إن أميركا اعتبرت منذ فترة طويلة أن تبادل الأسرى مع طالبان شرط أساسي لأي اتفاق سلام.
وقالت المجلة إن هذا السلام الذي تسعى إليه واشنطن من المرجح أن يظل بعيد المنال في أفغانستان حتى مع نجاح تبادل الأسرى لعدة أسباب: أولها أن حركة طالبان منقسمة أيديولوجيا لأن بعض فصائلها أكثر اعتدالا وتأييدا للسلام من غيرها، وهناك المتشددون المتنفذون الذين قد يرفضون فكرة استخدام تبادل الأسرى كإجراء لبناء الثقة في مفاوضات أوسع نطاقا، وثانيا لأن الجهود السابقة لتحريك محادثات السلام فشلت فشلا ذريعا. وأخيرا، من وجهة النظر العملياتية، ليس لطالبان حافز كبير لتسعى من أجل السلام.
ومن جانبها رأت افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز أن إطلاق سراح الجندي الأميركي يثير مخاوف كبيرة -بداية بقرار أوباما بتجاهل القانون الذي يلزمه إخطار الكونغرس بهذه الصفقة مقدما وحول كيفية مبادلة سجناء طالبان الخمسة في غوانتانامو- يمكن أن تؤثر في سياسة أميركا لمكافحة الإرهاب. ومع ذلك تعتقد الصحيفة أن الصفقة يمكن أن يكون لها أثر إيجابي آخر إذا ساعدت في تمهيد الطريق لمحادثات سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان.