أزمتا أوكرانيا وسوريا معضلتان أمام أوباما

Russian Navy vessels are anchored at a navy base in the Ukrainian Black Sea port of Sevastopol in Crimea, March 28, 2014. REUTERS/Yannis Behrakis (UKRAINE - Tags: POLITICS CONFLICT MILITARY)
ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ونشرها قواتها فيها زاد من تعقيد الأزمة الأوكرانية (رويترز)

أولت صحف أميركية اهتماما بالأزمتين الأوكرانية والسورية، وتحدثت عن مغامرة روسيا في أوكرانيا، ودعت الإدارة الأميركية إلى عدم إهمال مستقبل أوكرانيا، وتحدثت أخرى عن كون الأزمة السورية تشكل معضلة للرئيس باراك أوباما.

فقد قال الكاتب ستيفن سيستانوفيتش -بمقال في نيويورك تايمز- إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعرب أثناء لقائه مع القادة الأوروبيين الأسبوع الماضي عن الأمل في ألا تستمر روسيا في تقطيع أوصال أوكرانيا، وذلك في أعقاب إقدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

ووصفت الصحيفة الخطوة التي قام بها بوتين في أوكرانيا بالمغامرة المتهورة، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي اتصل هاتفيا بنظيره الأميركي من أجل مناقشة الأزمة الأوكرانية وإيجاد الحل المناسب للمعضلة.

وفي السياق، قال الكاتبان مولي مكوه وغريغوري مانياتيس -بمقال نشرته لهما صحيفة واشنطن بوست إن أوباما يبدو وكأنه يستخف بقوة روسيا الإقليمية وبثقلها في العالم، وأضافا أن بوتين يسعى إلى إثبات قوة ونفوذ بلاده أمام الدول المجاورة كالهند وغيرها.

وقال الكاتبان -اللذان سبق لهما أن عملا مستشارين لدى الحكومة الجورجية إبان الحرب مع روسيا- إن أهداف موسكو الإستراتيجية لا تقف عند حد ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وأضافا أن بوتين سيشكل تحديا للاتحاد الأوروبي برمته، وخاصة لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

الأزمة السورية تشكل معضلة أمام الرئيس أوباما لفشله في اتخاذ إجراء تجاه سوريا يكون من شأنه تخفيف معاناة الشعب السوري جراء الحرب المستعرة منذ أكثر من ثلاث سنوات

من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست بافتتاحيتها إن إدارة أوباما تصر على عدم مناقشة مستقبل أوكرانيا مع روسيا إلا بما يتوافق مع رغبة الأوكرانيين أنفسهم، موضحة أن ما تقدمه روسيا من مقترحات لإيحاد حل سياسي للأزمة لا يروق للأوكرانيين بأي شكل من الأشكال.

أزمة سوريا
وبشأن الأزمة السورية المتفاقمة، قالت الكاتبة دنيفر روبين -بمقال نشرته لها صحيفة واشنطن بوست- إن الأزمة تشكل أيضا معضلة أمام أوباما، وذلك في ظل فشله في اتخاذ إجراء تجاه سوريا يكون من شأنه تخفيف معاناة الشعب السوري جراء الحرب المستعرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وقالت روبين إن الموقف الأميركي السلبي تجاه استمرار شلال الدم بسوريا وتجاه خط أحمر رسمه أوباما للرئيس السوري بشار الأسد بشأن الأسلحة الكيميائية، والذي قطعه الأسد دون هوادة، أدى إلى فقدان مصداقية الولايات المتحدة بالعالم، وإلى مزيد من الاضطرابات بالشرق الأوسط، بل والعالم، وما أدى لقيام بوتين بانتهاك سيادة دولة مستقلة مثل أوكرانيا.

وفي السياق، قال الكاتب ديفد شينكر -بمقال نشرته له صحيفة لوس أنجلوس تايمز- إن الحرب بسوريا تتسبب في تهديد السلام  الهش بلبنان، موضحة أن اللبنانيين الذين خرجوا من حرب أهلية حصدت أرواح أكثر من مائتي ألف إنسان يكادون يعودون أدراجهم إليها جراء الأزمة التي تعصف بسوريا والتي تنذر بالانتشار في هشيم المنطقة برمتها.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية