صحف أميركية: تساؤلات عن مستقبل مصر
تناولت بعض الصحف الأميركية بالنقد والتحليل الأزمة المصرية، وتساءلت إحداها عن مستقبل البلاد، وأشارت أخرى إلى أن مصر فقدت الديمقراطية، وقالت ثالثة إن الجيش المصري اقترف مجزرة راح ضحيتها العشرات، كما دعت صحيفة الإخوان المسلمين إلى إعادة الانخراط في العملية السياسية في البلاد.
فقد تساءلت صحيفة واشنطن بوست عن شكل وطبيعة المستقبل الذي تنتظره مصر في ظل الأزمة التي تعصف بالبلاد، وقالت إن مستقبلا مظلما ينتظرها، موضحة أن ما يحدث في مصر ليس ثورة شعبية ثانية أو حركة تصحيحية للثورة الأولى، ولكنه انقلاب عسكري ضد الشرعية في البلاد.
وأضافت واشنطن بوست من خلال مقال للكاتب يوجين روبنسون أن الانقلاب العسكري ضد نظام الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في مصر من شأنه أن يجعل العسكر يديرون البلاد بطريقة استبدادية كالتي سادت إبان عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
وأشارت الصحيفة إلى أن معارضي مرسي الذين يصفون أنفسهم بالمعتدلين خرجوا إلى الشوارع في مصر احتجاجا على طريقة أدائه في الحكم، مضيفة أنه كان يمكن للجيش المصري دعم النظام الديمقراطي الجديد في البلاد، ولكن الجنرالات انقبلوا على نظام الحكم وقاموا بحماية مصالحهم الخاصة، وأنهم يقودون البلاد إلى المجهول.
الأزمة المصرية مقبلة على مزيد من التفاقم، في ظل ما هو متوقع من المخاطر والاضطراب والفوضى، في أعقاب دعوة أنصار مرسي إلى انتفاضة عارمة في البلاد |
تفاقم الأزمة
وفي السياق، قالت الصحيفة من خلال مقال للكاتب ريتشارد كوهين إن أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطيات تتمثل في كيفية التعامل مع الأقليات في البلاد، كما قالت إن الديمقراطية في مصر في عهد مرسي كانت تميل نحو العودة إلى التسلط، مضيفة أن مصر تحتاج إلى حكومة قبل الحاجة إلى ديمقراطية.
من جانبها قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن مصر ما انفكت تشهد أعمال عنف ومجازر منذ أن أطاح العسكر بنظام مرسي الأسبوع الماضي، موضحة أن الجيش المصري أطلق البارحة النار على مئات المعتصمين من أنصار الرئيس المعزول، مما أسفر عن مقتل العشرات وجرح المئات منهم.
وأضافت الصحيفة أن الأزمة المصرية مقبلة على مزيد من التفاقم، في ظل ما هو متوقع من المخاطر والاضطراب والفوضى، في أعقاب دعوة أنصار مرسي إلى انتفاضة عارمة في البلاد.
وأما صحيفة لوس أنجلوس تايمز فقالت إن الولايات المتحدة تحث الإخوان المسلمين في مصر على العودة للانخراط في العملية السياسية، وذلك من أجل المساعدة في تخفيض مستوى التوتر في الأزمة التي تعصف بالبلاد.
وأوضحت الصحيفة من خلال مقال للكاتب جاي سولومون أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصلت بأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين المصرية في الأيام الأخيرة، وأن الإدارة الأميركية حثتهم على الاشتراك في العملية السياسية في البلاد رغم الانقلاب الذي أطاح بمرسي.