دعوة لتجاوز تجربة العراق والتدخل بسوريا

التفاؤل والتشاؤم حصيلة زيارة أوباما إلى الأراضي المقدسة
undefined

انضم الكاتب الأميركي بيل كلر في مقال له بنيويورك تايمز اليوم إلى الداعين لتدخل أميركي بسوريا، مقدما حجة مثيرة للانتباه تعتمد على التأكيد أولا أن تفكير كل النخبة السياسية الأميركية فيما يجب أن تسلكه واشنطن تجاه سوريا ظل ينطلق من تجربة أميركا بالعراق، ثم تأكيد أن سوريا تختلف تماما عن العراق. وبعد ذلك يقول إن واشنطن لن تنتهج سياسة صائبة تجاه سوريا، إلا إذا تجاوزت تجربة العراق.

وبعد أن يستعرض الكاتب ما يدفع الناس إلى جعل تجربة أميركا بالعراق -التي يصفها بالمغامرة التعيسة- "دليلا ومرشدا" لتفكيرهم تجاه سوريا، يقوم بإيراد ما تختلف به سوريا عن العراق، ويحتم تدخلا أميركيا بسوريا في أسرع وقت.

ولا ينكر الكاتب أن تجربة العراق يمكن أن تقدم دروسا تستفيد منها واشنطن، لكنها دروس يمكن الحصول عليها في غير التجربة العراقية، مثل وضوح تبيّن المصلحة الأميركية، وعدم الوثوق في المعلومات الاستخبارية إلا بأدلة قاطعة، وأخذ حدود القوة العسكرية في الاعتبار، وعدم التورط في أزمة -خاصة في الشرق الأوسط- وتوقع الخروج منها بدون مشاكل.

ومع ذلك، أعرب عن مخاوفه من أن يؤدي الاحتراس إلى الكوارث، وفقدان الفرص، والتقليل من مصداقية أميركا، ومضاعفة الكارثة بسوريا.

وذكر أن خوف واشنطن من أن تقع الأسلحة في أيدي "الجهاديين" أصبح كـ"النبوءة التي تحقق نفسها بنفسها" لأنه وبدلا من تعامل واشنطن مباشرة مع المعارضة المسلحة، تركت أمر هذا التسليح لآخرين غير حريصين على التصنيف الدقيق لمجموعات المعارضة السورية.

لأميركا مصلحة حقيقية
ثم دلف إلى ذكر ما يجعل تدخل واشنطن بسوريا ضروريا، فقال إن لأميركا مصلحة حقيقية في سوريا وليست مصطنعة، كما كان الأمر في العراق. فسوريا فاشلة ستخلق "ملاذا آمنا آخر كأفغانستان للمتطرفين" وسيكون ذلك خطرا على جيران سوريا حلفاء أميركا، إسرائيل، ولبنان، والأردن، وتركيا، والعراق، وسينشر الحرب الطائفية في منطقة حيوية.

وأضاف أن واشنطن لا تملك أن تدع إيران والصين وكوريا الشمالية تستنتج أن الولايات المتحدة "بدأت تنكفئ إلى الداخل"، وأصبحت "دولة يمكن عدم أخذها في الاعتبار".

يُشار إلى أن العديد من النواب والشيوخ الجمهوريين بدؤوا يضغطون على الرئيس باراك أوباما، بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة لتصعيد التدخل بسوريا. وأن بعض الديمقراطيين الذين كانوا يتحفظون على التدخل، بدؤوا يتخلون عن تحفظهم.

وكانت الصحف الأميركية الأخرى قد أوردت أن الغارات الإسرائيلية قد تدفع واشنطن إلى تصعيد تدخلها في سوريا واعتبرتها رسالة من إسرائيل إلى الجميع بأن الوضع في سوريا لم يعد محتملا.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية