معاناة اللاجئين السوريين خارج المخيمات

تركيا تغلق مؤقتا معبر كليس أمام اللاجئين السوريين
undefined

قالت صحيفة واشنطن بوست إنه برغم أن ملايين الدولارات تنفق على المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين في الدول المجاورة مثل تركيا، فإن الآلاف من هؤلاء اللاجئين يعانون من الجوع والحرمان لأنهم انتقلوا بشكل غير قانوني ولا يستطيعون دخول المعسكرات المنشأة للاجئين المسجلين.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها من قرية داود باشا التركية أن المعسكرات الـ13 التي أقامتها الحكومة التركية للاجئين السوريين مكتظة بأكثر من 140 ألف لاجئ، وأن حكومة أنقرة ترفض رسميا في الوقت الراهن استيعاب المزيد من اللاجئين الهاربين من الحرب في سوريا.

وأوضحت أن الحكومة التركية لم تسمح لكثير من منظمات المساعدة الإنسانية الأجنبية بالعمل داخل أراضيها، "لذلك نجد أن الكثير من المنظمات غير الحكومية تركز جهودها على معسكرات اللاجئين داخل الأراضي السورية قرب الحدود التركية حيث تتعرض تلك المناطق لقنابل الجيش السوري الحكومي".

سكان قرية داود باشا التركية الصغيرة التي يقطنها نحو 700 نسمة، يجدون أنفسهم مضطرين لإيواء 400 لاجئ سوري وتزويدهم بما يستطيعون من طعام وحطب وقود

وأشارت الصحيفة إلى أن المواطنين العاديين في تركيا مثل سكان قرية داود باشا الصغيرة التي يقطنها نحو 700 نسمة، يجدون أنفسهم مضطرين لإيواء 400 لاجئ سوري وتزويدهم بما يستطيعون من طعام وحطب وقود للتدفئة والطبخ وغير ذلك.

ورغم أن مناطق اللجوء بتركيا -تقول الصحيفة- يقطنها علويون يتعاطفون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد وأن اللاجئين سنيون، لم يتوان المواطنون الأتراك من تقديم يد المساعدة للاجئين.

وذكرت واشنطن بوست أن المساعدات التي يتلقاها اللاجئون من المواطنين الأتراك غير كافية، وأنهم يتعرضون للجوع في كثير من الأحيان وللبرد والأمراض الناجمة عنه، ويعيشون في ازدحام لا يُطاق، كما أن مضيفيهم يخشون أن قدرتهم على المساعدة لن تستمر طويلا وسيصلون إلى مرحلة يكونون فيها أنفسهم بحاجة إلى المساعدة.

ومع أن هذه الظروف التي يتعرض لها اللاجئون السوريون قاسية للغاية، فإن الصحيفة قالت إنها خطوة أفضل من حياة الكهوف التي عاشوها قبل عبورهم الحدود السورية إلى تركيا.

ونقلت الصحيفة عن عمرو جاسم اللاجئ من قرية شهرناز قرب حماة أنه وكثيرين معه عاشوا داخل كهوف لعدة أسابيع في مناطق وعرة بالمنطقة الجبلية شمال سوريا، قبل هروبهم من القصف بالقنابل التي يقذفهم بها الجيش الحكومي.

وأضاف أن هذه الكهوف كانت تُستخدم في السابق لإيواء الأبقار والأغنام، ولذلك أصيب أطفالهم بالربو كما أصيب الكبار بأمراض جلدية.

وأوضح جاسم أنه عندما فاضت هذه الكهوف بمياه الأمطار قرروا الانتقال إلى تركيا، وأنهم يحتاجون حاليا إلى فرشات وأغطية تقيهم برد الشتاء، وإمدادات بالطعام تدفع عنهم الجوع.

المصدر : واشنطن بوست