توتو : لماذا ليس أمامي سوى ازدراء بلير

epa03281433 South African Nobel laureate Archbishop Emeritus, Desmond Tutu, delivers a speech during the conference 'Dialogues on Peace and Sustainable Development' held at Calouste Gulbenkian Foundation in Lisbon
undefined
في مقالة له بصحيفة أوبزيرفر البريطانية كتب الأسقف ديزموند توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام وبطل الحركة المناهضة للتمييز العنصري بجنوب أفريقيا، أن فجور قرار الولايات المتحدة وبريطانيا لغزو بغداد عام 2003 ، الذي ارتكز على الكذبة الشائعة بأن العراق كان يمتلك أسلحة دمار شامل، قد جعل العالم أقل استقرارا وأكثر انقساما مقارنة بأي صراع آخر في التاريخ.

وبدلا من الاعتراف بأن العالم الذي كنا نعيش فيه، مع الاتصالات وأنظمة الأسلحة المتطورة، كان يستلزم قيادة متطورة تلم شمل الأسرة العالمية معا، لفق زعيما البلدين آنذاك الأسباب للتصرف كالمتنمرين والتفريق بيننا أكثر. وقادانا إلى حافة الهاوية حيث نقف الآن مع شبح سوريا وإيران أمامنا.

وقال توتو إنه إذا جاز للقادة أن يكذبوا فمن ذا الذي يجب عليه أن يقول الحقيقة حينئذ؟ فقبل أيام من إصدار الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، السابقين، الأمر بغزو العراق اتصلت بالبيت الأبيض الأميركي وتحدثت إلى كوندوليزا رايس، التي كانت مستشارة الأمن القومي آنذاك، لحثها على منح مفتشي الأسلحة الأمميين المزيد من الوقت لتأكيد أو نفي وجود أسلحة الدمار الشامل بالعراق. وجادلت بأنهم إذا تمكنوا من تأكيد وجودها فإن إزالة التهديد ستلقى تأييدا من العالم أجمع. لكن رايس احتجت قائلة إن هناك مجازفة كبيرة جدا والرئيس لن يؤجل الأمر أكثر من ذلك.

أولئك المسؤولون عن هذه المعاناة والخسائر في الأرواح ينبغي أن يشربوا من نفس الكأس التي شرب منها نظراؤهم الأفارقة والآسيويون الذين أجبروا على مواجهة نتائج أعمالهم في لاهاي

وتساءل توتو على أي أسس نقرر أن روبرت موغابي (رئيس زيمبابوي) يجب أن يمثل أمام المحكمة الجنائية الدولية، وينبغي أن ينضم بلير إلى دائرة المتحدثين الدوليين، ويجب اغتيال أسامة بن لادن، لكن العراق يجب أن يتم غزوه، ليس لأنه يمتلك أسلحة دمار شامل كما اعترف بلير كبير مؤيدي بوش الأسبوع الماضي، ولكن من أجل التخلص من صدام؟

وقال إن تكلفة قرار تخليص العراق من قائدها المستبد والقاتل بلا شك كان مذهلا بداية بالعراق نفسه. ووفق جهة إحصائية العام الماضي كان يموت هناك كل يوم بالمتوسط 6.5 أشخاص في هجمات انتحارية وتفجيرات السيارات. وأكثر من 110 آلاف عراقي ماتوا بالنزاع منذ عام 2003 وشُرد ملايين آخرون. ومع نهاية العام الماضي قُتل نحو 4500 جندي أميركي وجرح أكثر من 32 ألفا.

وبناء على هذه الأسس وحدها أولئك المسؤولون عن هذه المعاناة والخسائر في الأرواح ينبغي أن يشربوا من نفس الكأس التي شرب منها نظراؤهم الأفارقة والآسيويون الذين أجبروا على مواجهة نتائج أعمالهم في لاهاي.

وتساءل توتو مرة أخرى قائلا: هل تضاءلت إمكانية الهجمات الإرهابية؟ وإلى أي مدى نجحنا في التقريب بين العوالم الإسلامية واليهودية والمسيحية بنثر بذور التفاهم والأمل؟

وقال إن القيادة والأخلاقيات كل لا يتجزأ. والقادة الأخيار هم حراس المبادئ الأخلاقية. والسؤال ليس ما إذا كان صدام حسين طيبا أو شريرا أو كم عدد الذين ذبحهم من شعبه. النقطة المهمة هنا هي أن بوش وبلير كان ينبغي ألا يسمحا لنفسيهما بالانحدار إلى مستواه الأخلاقي.

فإذا كان من المقبول للقادة أن يتخذوا إجراء صارما على أساس كذبة، دون اعتراف أو اعتذار عندما يُكتشف كذبهم، فماذا ينبغي علينا أن نعلم أبناءنا؟

ومناشدتي لبلير ألا يتحدث عن القيادة بل توضيحها. ولهذا لم أر من اللائق أن أحضر قمة عن "القيادة" في جوهانسبرغ الأسبوع الماضي مع بلير.

المصدر : أوبزرفر