صحف ألمانيا تنتقد تهديدات الأسد بالكيماوي

صحف ألمانية- لجوء الأسد للأسلحة الكيميائية سيكون انتحاراً
undefined

ركزت الصحف الألمانية اهتمامها مجددا على الحرب الدائرة رحاها بين قوات نظام الأسد ومقاتلي المعارضة السورية، ولا سيما تهديدات النظام السوري باستخدام أسلحته الكيماوية في حال تعرض بلاده لهجوم خارجي.

فقد بدأت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ تعليقها بالإشارة إلى وثيقة لوزارة الخارجية الألمانية تحث على اتخاذ مبادرات جديدة، لأن الصراع الدائر في سوريا وصل إلى نقطة تحول، وقالت الصحيفة "وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله يعطي بهذا البيان السياسة الألمانية تجاه سوريا بعدا جديدا، واللافت أنه لم يعد هناك حديث عن تكثيف الضغط على الأسد باعتماد عقوبات إضافية، وبما أن مجلس الأمن عاجز عن التحرك، وجب عوض ذلك أن يتركز التعاون بين أصدقاء الشعب السوري".

ومضت الصحيفة تقول إن هذه المجموعة التي هي على اتصال مع المعارضة السورية تضم أكثر من 100 دولة ومنظمة، بدون الصين وروسيا، وأوضحت أن البيان يحث المعارضة على احترام القانون الدولي الإنساني، مع الأمل بأن يساهم بسط سيطرتها على مساحات على الأرض في تحسين إمكانية تقديم المساعدة الإنسانية.

وردا على تلميحات النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية، قالت الصحيفة "يجب إبلاغ حكومة بشار الأسد بوضوح بأن تصعيدا سيجلب معه عواقب وخيمة"، مشيرة للتهديدات الإسرائيلية في حال نقلت أسلحة كيماوية لمنظمات "إرهابية" مثل حزب الله والقاعدة.

أما صحيفة فرانكفورت تسايتونغ فعلقت على التهديدات السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية قائلة "سوريا ستستخدم أسلحتها الكيماوية التي تخضع لمراقبة الجيش، فقط في حال تعرضها لاعتداء خارجي"، واعتبرت الصحيفة أن اللجوء لهذه الأسلحة بمثابة انتحار، لأنه سيأتي بنتيجة مماثلة، "فالنظام السوري لن يقضي من الناحية الأخلاقية فقط، بل سينتهي ككيان، وهو يريد تحديدا تفادي هذا الأمر".

أما صحيفة تاغشيغل الصادرة ببرلين فتساءلت عن مصير الأسلحة الكيماوية في حال سقوط نظام الأسد، وقالت "السؤال المحوري هو: ما الذي سيحصل مع الأسلحة في حال انهيار النظام؟ الجواب بمنتهى السهولة: ستختفي. في العراق لم يتمكن 22 ألف جندي أميركي من تفادي اختفاء 330 طنا من المتفجرات من قاعدة القعقاع وحدها، استخدمت لاحقا باعتداءات ضد الوحدات العسكرية الأميركية، وعلى هذا النحو يمكن أن تظهر الأسلحة الكيماوية السورية عند حزب الله في لبنان، وفي أفغانستان أو في العراق، أو أن يسيء استخدامها متمردون بلا مسؤولية".

فيما رأت صحيفة ميركيشه أودرتسايتونغ أن إعلان النظام السوري أن الأسلحة الكيماوية ستستخدم فقط في حال هجوم أجنبي وليس ضد الشعب لا يبعث على الطمأنينة فعلا، لأن بشار الأسد أكد مرارا بما يكفي أن شعبه ليس هو الذي يقاتل ضده، بل إرهابيون أجانب، وهذا ليس بعيدا عن سلسلة تعليلات قد تقود بالنهاية للأسوأ، ألا هو استعمال الغازات ضد الشعب".

وبدورها قالت صحيفة شتونغارتر تسايتونغ إن حمص وحماة ودرعا والرستن دمرت عن آخرها، وإن المصير نفسه يهدد دمشق وحلب، التي يعيش في كلتاهما نصف مجموع العائلات التي ظلت حتى فترة وجيزة بمنأى عن التدخل بالنزاع، ورأت الصحيفة أن سوريا مقبلة على الأسوأ.

المصدر : دويتشه فيله