تركيا تريد ضغطا على سوريا لا مواجهة

اجتماع مجلس حلف شمال الأطلسي في بروكسل بشأن أزمة الطائرة التركية
undefined

ينعقد حاليا في بروكسل اجتماع لسفراء الدول المنضوية في حلف شمال الأطلسي (ناتو) للاستماع لرواية تركيا عن كيفية إسقاط سوريا لطائرة تركية مقاتلة. ويجيء الاجتماع في غمرة مؤشرات على أن أنقرة تعد العدة لرد عسكري على الحادثة.

وأوردت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن تركيا تنشد -على ما يبدو- الخروج من هذا الاجتماع بإستراتيجية معدة بعناية الهدف منها توجيه إدانة دولية لسوريا لا لبس فيها ولا غموض ولضمان ألاّ تتحول الحادثة إلى حرب ساخنة يتبادل فيها الطرفان إطلاق النار.

وازدادت المخاوف من أن ترد تركيا عسكريا عندما كشفت حكومتها أمس الاثنين أن القوات السورية أطلقت نيرانها لمدة قصيرة على طائرة تركية أخرى كانت تبحث عن قبطاني الطائرة الأولى التي أُسقطت الجمعة الماضي.

وقد باتت تركيا ملاذا للاجئين السوريين والمنشقين عن الجيش النظامي السوري. وبثت أجهزة الإعلام التركية أمس أن موجة جديدة من المنشقين عبرت مؤخرا الحدود، من بينهم ضابط برتبة لواء وعقيدان و33 جنديا على الأقل.

لكن ضباطا في الجيش السوري الحر المعارض المتمركز في جنوب تركيا قالوا إن الانشقاقات ليست بالشيء الجديد، إذ عادة ما يتأخر الكشف عنها حتى يتسنى للمنشقين تأمين حياة عائلاتهم.

وقد أدانت الولايات المتحدة وحلفاؤها إسقاط الطائرة التركية، ووصف وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الحادث بأنه تصرف "غير مقبول"، مشيدين بالحكومة التركية على ردها الأولي "المتروي والمسؤول".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن بلاده ستعمل مع تركيا وشركائها الآخرين لتحميل النظام السوري المسؤولية.

وبدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون حريصين على تفادي الانجرار إلى مواجهة عسكرية مع سوريا. وقال وزير الخارجية الهولندي أوري روزنتال إن ما حدث "ينبغي دراسته بكل جدية"، مضيفا "نحن لا نرغب في التورط في أي تدخلات".

وكانت تركيا قد دعت لاجتماع الثلاثاء في بروكسل بموجب المادة الرابعة من ميثاق الناتو، التي تجيز التشاور في حالة وقوع تهديد على دولة عضو في الحلف. ولا تعتبر هذه المادة بنفس درجة خطورة المادة الخامسة التي تتطلب من الأعضاء مساعدة في الدفاع عن أي دولة في الحلف تتعرض لهجوم.

وتقول صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مسؤول تركي أن من غير المنتظر أن تطالب الحكومة التركية الحلف برد عسكري على الحادثة، لكنها تريد أن تفهم سوريا بأن تركيا وحلفاءها في الناتو سيقابلون أي حادث يقع في المستقبل بالقوة.

وفي الوقت نفسه فإن الوفد التركي سيستخدم -حسب ذلك المسؤول- الحادثة كدليل على الحاجة إلى استصدار قرارات أشد من مجلس الأمن الدولي ضد سوريا.

المصدر : واشنطن بوست