صحيفة: أخطاء وتحديات ثوار سوريا

Syrian rebels patrol in Qusayr,15 kms (nine miles) from Homs, on May 6, 2012. Syria's authorities and the opposition traded accusations over who was behind blasts that rocked Damascus and Aleppo, on the eve of parliamentary polls designed to boost the regime's legitimacy. AFP PHOTO/STR
undefined

وجدت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها أن المحتجين والمقاتلين السوريين يبدون تصميما على المضي قدما في مسيرتهم الاحتجاجية رغم ما يواجهونه من تحديات كبيرة ويرتكبونه من أخطاء.

وقالت إن خلايا المعارضة المتباينة داخل البلاد تكافح من أجل البحث عن المال والسلاح، وهو ما قد يفضي إلى خطر قيام الفصائل المختلفة بتشكيل ولاءات متباينة لمن يقدمون التمويل والسلاح.

ويقر من يحملون السلاح من المقاتلين بأنهم يفتقرون إلى سلسلة القيادة الفاعلة لتنسيق العمليات وتوفير الإمدادات من الأسلحة.

ورغم أن هذا الخليط المتفكك من المعارضة والناشطين أظهر صلابة في مواجهة حملات قمع النظام الذي خلف آلاف القتلى، فإنه لم يتمكن من الاندماج في قوة واحدة وأهداف محددة أو أفكار واضحة، أو تحت راية قائد وطني معروف.

ويتضمن هذا الخليط من المحتجين والمقاتلين الذين يعارضون الرئيس بشار الأسد، رجال دين وأشخاصا يقرون بأنهم نادرا ما يصلون، وجنودا متمرسين وآخرين غير مدربين، وأطباء أثرياء وشبابا عاطلين عن العمل.

 المقاتلون والمحتجون لا يبحثون عن مكاسب اقتصادية أو انتقام طائفي أو دولة إسلامية، بل الكرامة في اختيار رئيسهم

خشية من الانحلال
وعلى الرغم من اختلاف هؤلاء في وجهات نظرهم حول تطبيق الشريعة الإسلامية أو القانون المدني، فإن أهدافهم محل اهتمام كبير من قبل الولايات المتحدة والدول الأخرى التي تبحث سبل التعاطي المباشر مع المعارضة داخل سوريا.

لكن هناك من يخشى أن يحول هذا الانحلال البلاد إلى "إمارات مقسمة" بدلا من نظام جديد قابل للحياة، حسب ما قاله الناشط من دمشق أبو عمر.

 أما أبو فهد (30 عاما) فقال إن المحتجين الذين ينظمهم في سقبا بدمشق يمثلون مختلف التيارات سواء الإسلامية أو العلمانية، مشيرا إلى أنهم لا يبحثون عن مكاسب اقتصادية أو انتقام طائفي أو دولة إسلامية، بل الكرامة في اختيار رئيسهم، و"ليس أحمق نالها من والده كهدية".

واستبعد أبو فهد أن يقدم المحتجون على اختيار قادتهم من الطائفة العلوية الحاكمة منذ 40 عاما، ولكنه أكد أنهم لا يكنون أي كراهية لهذه الطائفة.

وقدم دليلا على ذلك بأن سكان سقبا قتلوا 30 سنيا اشتبه الجيران في أنهم من المخابرات، وهو دليل وصفته الصحيفة بأنه ينذر بسوء.

ومع فشل المعارضة السورية في الخارج وخطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدولية العربية كوفي أنان في استئصال العنف، فإن الاهتمام في واشنطن أصبح يركز بشكل متزايد على المعارضة في الداخل، من حيث أهدافها ودوافعها وقادتها ومن يدعمها.

ورغم أن افتقار المعارضة في الداخل للقيادة حجب عنها مساعدة الدول الغربية، فإن الناشطين يؤكدون أن ضعفهم أبقى حركتهم على قيد الحياة وعقد مهمة القضاء عليها.

قادة المستقبل يجب أن يكونوا من الحركة الاحتجاجية الشعبية لا من الخارج، مثل الإخوان المسلمين والحركات العلمانية

واقع معقد
ووجدت الصحيفة من خلال مقابلات مع أكثر من عشرين ناشطا ومقاتلا عبر مختلف الوسائل، صورة تقول إنها معقدة للواقع في سوريا.

وقالت إن الحركة الداخلية المفككة لا تثق بالمعارضة في الخارج، وقد أبدى العديد من الناشطين رغبتهم في تعزيز قوة السنة في البلاد وكذلك المساواة في الحقوق للجميع.

وأجمعوا على أن القادة في المستقبل يجب أن يكونوا من الحركة الاحتجاجية الشعبية لا من الخارج، مثل الإخوان المسلمين والحركات العلمانية، حسب تعبير أبي عمر.

ورغم أن العديد من الناشطين والمقاتلين يدركون أنهم يتحدثون للصحافة فإنهم يحاولون أن لا يظهروا بشكل العلمانيين أو المتطرفين، وقد تحدث بعضهم صراحة عن أخطاء وتحديات الانتفاضة، وأقر المصمم أبو مؤيد بأنه قتل ثلاثة رجال من النظام.

وقال أبو مؤيد -الذي انضم إلى المقاتلين في بابا عمرو- إن كتيبته اعتقلت 35 جنديا وأعدمت عشرة منهم عندما رفضت السلطات تبادل الأسرى، وقال إنه قتل بنفسه ثلاثة، اثنين من السنة وآخر من الطائفة العلوية، كانوا ضالعين في قتل المئات، حسب تعبيره.

المصدر : نيويورك تايمز