عقبات وقف إطلاق النار في سوريا

epa03170864 Joint Special Envoy for Syria, Kofi Annan, (L) gestures next to Major-General Robert Mood, of Norway before a meeting at the European headquarters of the United Nations in Geneva, Switzerland, 04 April 2012. Major-General Mood will head the planning team that is expected to arrive in Damascus very soon, to discuss the modalities of the eventual
undefined
كتبت صحيفة غارديان البريطانية أنه إذا فشلت خطة كوفي أنان الأممية فإن مجلس الأمن سيفقد صبره ويصير أكثر تشددا مع الرئيس بشار الأسد، ومن ثم ترى الصحيفة خمس عقبات محتملة أمام وقف إطلاق النار.

مظاهرات المعارضة
فإذا تماسك وقف إطلاق النار فإن المعارضة السورية ستختبر صواب خطة أنان في تجمع سلمي بعقد مظاهرات حاشدة، ربما اليوم حيث إنه اليوم المعتاد للاحتجاجات خلال الانتفاضة التي بدأت منذ 13 شهرا، ويجب على الرئيس بشار الأسد أن يقرر ما إذا كان سيسمح بذلك.

ومطلوب من المحتجين أن يكونوا مسالمين لتفادي أي ذريعة تفضي إلى اتخاذ إجراء صارم ضدهم. ومن المرجح أن يكون هناك مظاهرات مضادة منظمة بمعرفة الحكومة وتحرشات من قوات الأمن، كما أن وجود مراقبين من الأمم المتحدة وأجهزة الإعلام سيشجع القوات المناوئة للأسد.

مراقبو الأمم المتحدة
لا يمكن تنفيذ خطة أنان دون مراقبين محايدين. وقد سافر إلى دمشق بالفعل فريق فني برئاسة جنرال نرويجي، روبرت مود، منتدب من الأمم المتحدة لكن ليس هناك اتفاق حول الجنسيات أو العدد أو شروط أي حشد. ومن المعلوم أن سوريا تفاوضت طويلا وبتشدد حول مهمة لجنة مراقبي الجامعة العربية في ديسمبر/كانون الأول الماضي التي اعتُبرت صغيرة جدا وغير مؤهلة للمهمة وسرعان ما فشلت.

ويقر دبلوماسيون أن خطة أنان وضعتها أطراف خارجية وأنها تحتاج إلى بعض التفاصيل الإضافية وتكييفها مع الوقائع على الأرض، ويقولون إن "دخولا بلا عوائق" هو المفتاح، لكن الدول المحتملة مشاركتها قد تبدو عصبية بشأن تقديم التزام غير محدد.

ومبدئيا من المرجح أن يؤخذ الأفراد من بعثتين موجودتين هما قوة مراقبة الهدنة العسكرية لسوريا وإسرائيل (أندوف) في مرتفعات الجولان ومنظمة مراقبة الهدنة (أونتسو) في القدس.

الحكومة السورية
تصر دمشق على ضرورة احترام المعارضة لوقف إطلاق النار، لكنها تتجاهل النقطة الحاسمة بأنها لم تسحب أسلحتها الثقيلة وقواتها من المدن كما هو مطلوب قبل 48 ساعة من الهدنة.

وهناك مشاكل أخرى خطيرة، فقد بدا الناطق باسم الخارجية السورية، جهاد المقدسي، مرتبكا في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عندما سئل عن النهج السياسي بقيادة سوريا المكمل لخطة أنان، فأصر المقدسي على أن التغيير السياسي في سوريا ليس من شأن "الغرب".

ومن جانبهم يفترض خصوم الأسد السوريون والأجانب أن أي مباحثات بين النظام والمعارضة ستنتهي حتما برحيله. ومن المحتمل أن يكون مؤيدو المعارضة منقسمين بشدة حول أي تفاوض كهذا.

كوفي أنان
يقول المراقبون إن أمين عام الأمم المتحدة السابق ساذج ليعتقد أن الأسد سيتصرف ببراءة، والناشطون السوريون بصفة خاصة مستاؤون لتواصل عنف الدولة دون مراقبة واحتمال اشتداده حتى انتهاء الموعد المحدد صباح الخميس.

الضغط الدولي
ما زالت الولايات المتحدة وبريطانيا وحكومات غربية أخرى متشككة كثيرا بشأن آفاق وقف دائم لإطلاق النار وبالتالي تنفيذ بقية الخطة، فالخروقات المعزولة من المرجح أن تُحتمل، لكن إذا فُرِض أنها تجزأت على نحو يصعب تغييره فإن الضغط سيتركز حينئذ على عودة إلى مجلس الأمن على أمل أن روسيا، التي ما زالت تدعم الأسد حتى الآن، ستفقد صبرها وتصير أكثر تشددا. لكن سفير روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشركين، أشار أمس إلى أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتقييم الوضع.

وهناك قضية أخرى هي دول الخليج الصقورية، قطرَ والسعودية اللتين تتحدثان عن تسليح المقاتلين الثوار من الجيش السوري الحر، وهي الفكرة التي يدعمها الجمهوريون الأميركيون. كما أن تركيا قلقة بشأن اللاجئين السوريين والانتهاكات الحدودية لكنها لن تتصرف دون تأييد دولي واسع.

وختمت الصحيفة بأنه إذا انهارت خطة أنان فمن المحتمل أن يكون هناك مطالب جديدة لإنشاء ممرات إنسانية لحماية المدنيين أو إقامة منطقة عازلة لتوفير نطاق آمن لمعسكر لمعارضة.

المصدر : غارديان