الجنون ليس سببا في مذبحة أفغانستان

This August 23, 2011 photograph obtained courtesy of the Defense Video & Imagery Distribution System (DVIDS) shows Staff Sgt. Robert Bales (L) at the National Training Center in Fort Irwin, California, the US soldier who allegedly shot and killed 16 civilians in Afghanistan who was identified March 16, 2012
undefined
 
انتقد الصحفي البريطاني المعروف روبرت فيسك بشدة الرواية التي تروج لها أجهزة الإعلام الغربية والولايات المتحدة لتبرير الدوافع التي حدت بالجندي الأميركي لارتكاب جريمته التي راح ضحيتها 16 مدنيا أفغانيا من بينهم تسعة أطفال الأحد الماضي.

وقال فيسك إن الرواية الغربية بأن الرقيب الأميركي (38 عاما) رجل "مخبول" كانت متوقعة، إذ ما إن عاد الجندي إلى قاعدته حتى أعلن "خبراء الدفاع والعاملون والعاملات بمراكز الدراسات أنه فاقد العقل".

وأضاف بلهجة تنمّ عن سخرية واستخفاف بالرواية الغربية أن الجندي الأميركي "لم يكن من الإرهابيين الأشرار البغيضين والأغبياء، وهي النعوت التي كانت ستُطلق بالطبع إذا كان مرتكب الجريمة أفغانيا وبخاصة طالبانياً، بل مجرد شخص أُصيب بالجنون".

وأوضح في مقاله الأسبوعي بصحيفة ذي إندبندنت البريطانية اليوم السبت أن هذا هو نفس "الهراء" الذي استُخدم لوصف الجنود الأميركيين "القتلة" الذين انتابتهم نزعة مسعورة للقتل في مدينة حديثة العراقية.

إنها نفس العبارة التي استُخدمت لوصف الجندي الإسرائيلي باروخ غولدشتاين الذي قتل 25 فلسطينيا بشكل وحشي في مدينة الخليل.

وتهكم فيسك في رصده لتغطيات الصحف الغربية للحادثة بالأوصاف التي أطلقتها على الجندي. فالصحفيون نعتوه بأنه جندي "مخبول"، وذكرت صحيفة غارديان البريطانية أنه "ربما كان يعاني من انهيار عقلي". ووصفته فايننشال تايمز بأنه "جندي أميركي وغد".

أما صحيفة نيويورك تايمز الأميركية فوصفت تصرف الجندي بأنه كان في حالة "هيجان"، في حين علَّقت لو فيغارو الفرنسية بالقول "مما لا شك فيه أن المذبحة ارتُكبت في لحظة جنون".

ويتساءل فيسك تعليقا على ذلك قائلا "حقا؟ هل يُفترض منا أن نصدق ذلك؟"، ويجيب هو نفسه "بالتأكيد إذا كان العريف مخبولا تماما كان سيقتل 16 من زملائه الأميركيين. كان سيذبح رفاقه ثم يشعل النار على جثثهم".

لكنه لم يقتل أميركيين، واختار أن يقضي على أفغان. كان في الأمر خيار، فلماذا قتل أفغانا إذن؟ يستمر فيسك في إثارة الأسئلة حول الجريمة.

المصدر : إندبندنت