ناشطو سوريا يخاطرون بحياتهم

الجيش السوري يواصل الانتهاكات ضد المدنيين في سوريا
undefined

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الناشطين السوريين الذين يخفون هوياتهم لدى نقلهم ما يجري من أحداث قتل واعتقال على أيدي النظام السوري، يعرضون حياتهم للخطر.

وتنقل الصحيفة قصة رامي جراح -الذي كان يعرف لدى وسائل الإعلام العالمية باسم أليكسندر بيج- وقد قضى أكثر من ستة أشهر وهو يخفي هويته لكشف العنف وسفك الدماء الذي شاهده في الميدان.

ويقول جراح (28 عاما) الذي فر إلى القاهرة إن مجموعة من الرجال أبلغوه في يوم من الأيام بأنه "إذا لم تغلق فمك، سنقتلك".

وكان جراح -الذي ولد في قبرص ونشأن في لندن- قد عاد في أول زيارة له إلى سوريا عام 2004، ولكنه اعتقل منذ ذلك الحين بتهمة تزوير وثيقة السفر التي حصل عليها من السفارة السورية بلندن، ثم أفرج عنه العام الماضي بعد أن تعهد بأن ينهي أوراقه.

ولكنه قرر البقاء بعد ذلك لما شعر به من إحباط إزاء عدم قدرة السوريين على التعبير، وبعد اندلاع الثورة في مارس/آذار الماضي التحق بلجان التنسيق المحلية التي ترصد الاحتجاجات وعمليات القتل والتعذيب والاعتقالات.

الناشطون في سوريا على استعداد للمخاطرة بكل شيء ويعتقدون بأن وقف ذلك (عنف النظام) يتطلب منهم إشعار المجتمع الدولي به

جمعية
وقال إنه قام بتأسيس "جمعية الناشطين الإخبارية" التي تربط السوريين الآخرين في الميدان الذين يوثقون الأحداث بوسائل الإعلام الرئيسية، وكذلك تنظم الأفلام المصورة التي تخرج من سوريا لجمع معلومات عن القتلى ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك.

ويعتزم الناشطون في الجمعية تقديم تلك المعلومات إلى المحكمة الجنائية الدولية، ولا سميا أن أكثر من فيلم يتم تصويره كل يوم، "وما يبث على شاشات التلفزيون ما هو إلا غيض من فيض"، كما يقول جراح.

وتنقل نيويورك تايمز عن مصعب عزاوي -وهو رئيس شبكة حقوق الإنسان التي أسست نظاما آخر لجمع وتدقيق المعلومات التي تحصل عليها من الناشطين في الداخل- قوله إن ثمة فريقا مؤلفا من 231 ناشطا من أطباء ومحامين ومحترفين في الميدان.

وتقول نيويورك تايمز إن سوريا غدت مثالا لعمل صحافة المواطن عندما تغيب وسائل الإعلام.

وتشير لوس مورليون -وهي رئيسة فريق أخبار هذا النوع من الإعلام في "مراسلون بلا حدود"- إلى أن هؤلاء الناشطين على استعداد للمخاطرة بكل شيء ويعتقدون بأن وقف ذلك (عنف النظام) يتطلب منهم إشعار المجتمع الدولي به.

وتعليقا على ما يشاع من تعبير الحرب الأهلية في سوريا، يقول جراح إن ذلك لعبة يلعبها النظام ويدفع نحو تعزيزها، وما يحدث هو أن "الجيش يهاجم الشعب ويعتقل الناس".

وحتى الإعلاميون الغربيون الذين فروا من سوريا يرون من الأهمية بمكان الحديث عن ما يجري في حقيقة الأمر، ويقول بول كونري -مصور صحيفة صنداي تايمز- إن ما يحدث ليس حربا، بل مجزرة، مضيفا أنها "مجزرة عشوائية للرجال والنساء والأطفال".

المصدر : نيويورك تايمز