ماذا وراء إعلان طهران إسقاط طائرة أميركية؟

ايران تقول انها استولت على طائرة أمريكية بدون طيار وواشنطن تنفي
undefined

تساءلت مجلة أميركية عن الدوافع التي جعلت إيران تعلن يوم الثلاثاء عن إسقاط طائرة أميركية بلا طيار رغم نفي الولايات المتحدة التي قالت إنها لم تفقد أي طائرة فوق منطقة الخليج.

وترى تايم أن ثمة العديد من السياسات الداخلية التي ساهمت في "هذا المهرجان الدعائي الشامل" الذي أطلقته وسائل الإعلام الإيرانية للحديث عن براعة الجيش الإيراني في الخليج.

فقد بثت محطات تلفزيونية إيرانية بالعربية والانجليزية صورا للأميرال علي فادافي -القائد بالقوات البحرية التابعة للحرس الثوري– وهو يتفقد طائرة (سكان إيغل) وقد علقت خلفه خريطة للخليج كتب عليها "سنطأ على الولايات المتحدة الأميركية".

كما أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قال إن بلاده حذرت الولايات المتحدة من أي "اختراق لأراضيها" وأضاف أنها ستستخدم إسقاط الطائرة دليلا لتقديم شكوى أمام المنظمات الدولية.

الضجيج بشأن إسقاط الطائرة ربما يحجب الكثير من القصص (الداخلية) التي تحدث ضجيجا

قضايا داخلية
وقالت المجلة إن المسؤولين الأميركيين استخدموا قصة الطائرة المزعومة طيلة ذلك اليوم لتسليط الضوء على ما وصفوه بنشاط التجسس الأميركي ضد إيران، بهدف تحويل حديث الإعلام إلى احتفال بقوة الحرس الثوري وتشتيت انتباه الجمهور عن العديد من القضايا "الشائكة" التي تواجه النظام بالفترة الأخيرة.

ومن تلك القضايا -تتابع تايم- انهيار العملة الإيرانية، والتحذير الأميركي الحاد لحليفة طهران (سوريا) والتصدعات بين التيارات الداخلية في النظام، والإحراج الذي صاحب وفاة مدون تحت التعذيب.

ويقول مدير الدراسات الإيرانية بجامعة ستانفورد عباس ميلاني "النظام  الإيراني بحاجة إلى تغيير الموضوع" مضيفا أن "الضجيج بشأن إسقاط الطائرة ربما يحجب الكثير من القصص (الداخلية) التي تحدث ضجيجا أيضا".

وترى المجلة نفسها أنه من الصعب قياس مدى ما تمثله حادثة الطائرة من تصعيد في التوتر بين واشنطن وطهران، في ظل غياب التأكيد الأميركي -سواء بالإثبات أو النفي- بشأن الحادثة ولا سيما أن عددا من الدول الخليجية تستخدم طائرات بلا طيار من طراز (سكان إيغل).

انعدام الأمن
أما المحلل علي رضا نادر من مؤسسة راند، فيرى أن طهران تشعر بانعدام الأمن، ولا سيما بعد إعلانها في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن إسقاط طائرة شبح تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) وحديث وزارة الدفاع الأميركية عن هجوم إيراني على طائرة بلا طيار أميركية بمنطقة الخليج الشهر المنصرم.

ويقول نادر إن النظام يدرك أنه مكشوف وغير قادر على حماية أراضيه السيادية، بما في ذلك الأجواء، لذلك فإن طهران كانت بحاجة إلى قصة الطائرة "سكان إيغل" لتعزيز روايتها عن قوة جيشها.

بعض المراقبين يعتقدون أن التغطية الإعلامية في إيران لقضية الطائرة ما هي إلا وسيلة إيرانية لوضع قاعدة إطارية من أجل القيام بتغيير تاريخي.

ويشير ميلاني إلى أن النظام يعد الرأي العام لمحادثات مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، مضيفا أن "التحولات السابقة في سياسة إيران كانت تقترن بدعاية إعلامية تروج لما هو عكس ما تفعله بالضبط".

ومضى في القول إن النظام بحاجة إلى الترويج لمفاوضاته مع الولايات المتحدة باعتبارها نصرا "بعد استسلام الشيطان الأكبر للنظام".

المصدر : تايم