المعارضة السورية تواجه تحديات جمة

Syrian Mouaz Al-Khatib (L), the leader of National Coalition for Opposition Forces, and the Syrian Revolution and Syrian George Sabra (R), of the Syrian National Council, walks inside the Arab League headquarters after a meeting on Syria in Cairo on November 12, 2012. AFP
undefined

أشاد الكاتب البريطاني باتريك سيل بتكون الائتلاف الوطني السوري، وقال إن توحد فصائل المعارضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد يعتبر إنجازا جيدا، ولكن الائتلاف لا يزال يواجه مشاكل قديمة، وأضاف أن اتباع الائتلاف لإستراتيجية تعتمد على التدخل الغربي من شأنه إطالة أمد العذاب في البلاد.

وقال الكاتب في مقال نشرته له صحيفة ذي غارديان البريطانية إن لدى المعارضة السورية الآن قيادة جديدة ممثلة بالائتلاف الوطني السوري، مشيرا إلى أنه تشكل في العاصمة القطرية الدوحة الأحد الماضي برعاية دولة قطر وتركيا والولايات المتحدة ودول غربية أخرى وصفها بأنها حريصة على إسقاط الأسد.

وأضاف سيل أن الائتلاف تشكل برئاسة معاذ الخطيب الذي يوصف بأنه مسلم معتدل، وأنه جرى انتخاب نائبين له هما سهير الأتاسي المنحدرة من عائلة سياسية ورياض سيف الذي كان يرأس شركة للنسيج، وأن نائبيه سبق أن تعرضا للسجن بوصفهما من أبرز منتقدي الأسد.

وقال الكاتب إن لدى الائتلاف الوطني السوري قيادة محترمة، وتساءل عن إمكان أن تكون فاعلة ومؤثرة؟ وأجاب بأن القيادة الجديدة للمعارضة السورية تمكنت من جمع أكثر من فصيل سياسي ومئات من الناشطين السياسيين معا، ولكن هؤلاء متنافسون ولا يزالون حريصين على محاربة بعضهم لبعض حرصهم على محاربة الأسد، وأن الطريق أمامهم لن تكون سهلة.

كاتب بريطاني:
هناك تحد كبير أمام الائتلاف الوطني السوري يتمثل في مدى قدرته على فرض إرادته على العديد من الفصائل المسلحة التي تقاتل وتموت في سوريا، وأخطر هذه الفصائل داخل سوريا هي الموصوفة بأنها جهادية وإسلامية ولبعضها صلات بتنظيم القاعدة

تحديات أمام الائتلاف
وأضاف أنه لا توجد إشارة واضحة على تمكن هذا الجسم المدني -المتمثل في الائتلاف المؤلف في معظمه من معارضين مغتربين- من كسب ولاءات الأغلبية الصامتة في سوريا.

وقال الكاتب إن هناك تحديا أكبر أمام الائتلاف الوطني السوري يتمثل في مدى قدرته على فرض إرادته على العديد من الفصائل المسلحة التي تقاتل وتموت في سوريا، مضيفا أن أخطر هذه الفصائل داخل سوريا هي الموصوفة بأنها جهادية وإسلامية ولبعضها صلات بـتنظيم القاعدة.

وقال سيل إنه يجب أيضا على الائتلاف الوطني السوري تشكيل حكومة انتقالية على أمل الحصول لها على اعتراف ودعم دوليين، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سبق الولايات المتحدة وبريطانيا في الإفصاح عن رأيه معترفا بالحكومة السورية الانتقالية قبل أن تتشكل، وإلى أن الرئيس الفرنسي قال إن حكومته تدرس إمكانية تسليح المعارضة السورية.

وأضاف الكاتب أن هولاند قال إن فرنسا لن تقرر أو تنظر في التدخل العسكري في سوريا دون تخويل من مجلس الأمن الدولي، وأوضح سيل أن تصريح الرئيس الفرنسي هذا يلقي الضوء على المشكلة الحقيقية التي تواجهها المعارضة السورية، والتي كانت متمثلة في المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر، وذلك عندما وضعت كل آمالها على تدخل عسكري غربي على شاكلة التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا.

وأوضح أن إستراتيجية التدخل العسكري الغربي في سوريا لم تنجح، وذلك بسبب استخدام كل من روسيا والصين لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي في أكثر من مرة، وبسبب عدم تشجع الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا ولا حتى بعض الدول العربية على التدخل العسكري الأجنبي في سوريا أو حتى التشجع على فرض حظر للطيران فوق سوريا وإقامة منطقة عازلة أو حتى ممرات إنسانية من شأنها دحر قوات الأسد إلى الوراء.

وتساءل الكاتب عما يخفيه المستقبل بالنسبة لسوريا؟ وأجاب بأن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ستختار ما وصفه بالتدخل الخفيف، المتمثل في تسليح الثوار السوريين وتنشيط دورها الاستخباري في سوريا، وذلك كي تفعل ما بوسعها لتخريب النظام السوري وتشجيع الانشقاقات.

ولكن الكاتب ينبه إلى أنه من شأن سياسة التدخل الخفيف أيضا إطالة عذاب السوريين، داعيا جميع الأطراف إلى الحوار الذي أشار إليه بوصفه يمثل إستراتيجية الشجعان.

المصدر : غارديان