حراس القنصلية ببنغازي يروون تفاصيل الهجوم

A burnt house and a car are seen inside the US Embassy compound on September 12, 2012 in Benghazi, Libya following an overnight attack on the building. The US ambassador to Libya and three of his colleagues were killed in an attack on the US consulate in the eastern Libyan city by Islamists outraged over an amateur American-made Internet video mocking Islam, less than six months after being appointed to his post. AFP PHOTO/STRINGER
undefined
تناولت صحيفة لوس أنجلوس الأميركية الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي الليبية في سبتمبر/أيلول الماضي، وأسفر عن مقتل السفير الأميركي وثلاثة أميركيين آخرين، وقالت إن الحراس الليبيين بدؤوا يفصحون عن تفاصيل بشأن الفوضى التي صاحبت الهجوم.

وأنكر اثنان من الحراس الليبيين أنهما مدا يد العون للمهاجمين أو أنهما سهلا لهم عملية الهجوم، وقالا إنهما دافعا عن القنصلية الأميركية المحاصرة وردا على المهاجمين، ولكنهما اضطرا للفرار بعد أن وجدا نفسيهما أمام عدد كبير من المهاجمين.

وقال الحارسان إنهما استمعا إلى أصوات الرصاص وشاهدا ألسنة اللهب تتصاعد في مبنى القنصلية أثناء تعرضها للهجوم، وشاهدا عدة مسلحين ملتحين يحملون رشاشات وعليهم أحزمة قنابل، وإن أحد الحارسين الليبيين ظن أن نهايتهما قد دنت.

وأضافت لوس أنجلوس أن الحارسين يعتبران من قدامى المحاربين الذين اشتركوا في الثورة ضد العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وتلقيا تدريبات مكثفة خلال السنة الماضية على أيدي قوات أميركية خاصة، وذلك من أجل تولي مهام حماية البعثة الأميركية في مدينة بنغازي.

الحارسان الليبيان المكلفان بحماية السفارة تلقيا تدريبات على استخدام السلاح وتأمين مداخل المباني وتسلق الجدران، وعلى مهارات قتالية أخرى مباشرة ومتنوعة، لكنهما فوجئا بعشرات المهاجمين

تدريبات الحراس
وتلقى الحارسان تدريبات على استخدام السلاح وتأمين مداخل المباني وتسلق الجدران، وعلى مهارات قتالية أخرى مباشرة ومتنوعة.

وكان يحرس القنصلية الأميركية في بنغازي حوالي خمسة مسلحين أميركيين وخمسة مسلحين مدنيين ليبيين، ولكن الحارسان يقولان إن الحراس لم يكونوا مهيئين لمواجهة هجوم كبير كالذي استهدف القنصلية على حين غرة، فهم تدربوا على مواجهة عدد من المهاجمين عددهم ما بين عشرة و15 مهاجما.

وأوضحت الصحيفة أن حراس القنصلية جميعهم فوجئوا بالعشرات من المهاجمين المدربين والمنظمين والمحترفين، وأنه من سوء الطالع لم يكن داخل القنصلية سوى حارسيْن مسلحيْن عند تعرضها للهجوم في ليلة الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2012، وكان يفترض ألا يقل عدد الحراس عن أربعة، مما جعل الأحوال في مبنى القنصلية تزداد سوءا.

ويقول الحارسان الليبيان المسلحان إنهما حاولا الدفاع عن القنصلية عند بداية الهجوم، ولكنهما فوجئا بأحد المهاجمين يلقي قنبلة عند المدخل، مما جعل الحارسان يلوذان بالفرار إلى سطح المبنى دون أن يتمكنا من حمل أجهزة الاتصال الخاصة بهما، ودون أن يكونا يمتلكان من الذخيرة سوى مخزن واحد لكليهما، وأما الحراس الأميركيون فلم يوجد أي منهم في المكان.

وتضيف لوس أنجلوس تايمز أن الهجوم تواصل وأسفر عن مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وأميركي آخر داخل القنصلية، وأنه تبع ذلك مقتل أميركييْن آخريْن في مواقع أخرى من المبنى في وقت لاحق.

ويقول الحارسان الليبيان إنهما خرجا سالميْن من الهجوم لأنهما كانا مستلقييْن بصمت على سطح  المبنى حوالي ساعة من الزمان، وإنهما كانا يشعران بالخوف ولا يستطيعان مواصلة مواجهة المهاجمين، ويضيف أحد الحارسين أنهما لم يكونا يتوقعان هجوما كبيرا كالذي حصل، ولم يكونا مستعدين لمواجهته.

ويخضع الحارسان الليبيان -اللذان أفصحا عن هذه المعلومات للمرة الأولى- للاستجواب من جانب مكتب التحقيقات الفدرالي، وسط تساؤلات عن احتمال وجود اختراقات أمنية لحراس القنصلية بشكل عام.

المصدر : لوس أنجلوس تايمز