تركيا تقترح تحالفا مع مصر

Turkey's Foreign Minister Ahmet Davutoglu (L) and other ministers visit the tomb of the late former President Anwar al-Sadat and the Unknown Soldier monument during a visit by Turkey's Prime Minister Recep Tayyip Erdogan in Cairo September 13, 2011.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اليوم الاثنين أن تركيا طرحت رؤيتها لنظام جديد في الشرق الأوسط يقوم على تحالف بينها وبين مصر، في وقت تمور فيه المنطقة بالثورات والانتفاضات الشعبية ضد الحكام.

وقدَّم هذا الطرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مقابلة تلفزيونية استغرقت ساعة كاملة، وذلك قبل مغادرته إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك الذي يتوقع أن تشهد أروقته هذا الأسبوع مداولات مثيرة للجدل بشأن طلب الفلسطينيين لنيل الاعتراف بدولة مستقلة لهم.

ونقلت الصحيفة عن أوغلو الذي ينظر إليه الكثيرون على أنه مهندس السياسة الخارجية التي جعلت من تركيا أحد أوثق اللاعبين صلة بالعالم الإسلامي، القول -وهو يصف أوضاع منطقة في خضم المتغيرات- إن بلاده "في قلب كل الأحداث".

وصرح الوزير بأن إسرائيل وحدها المسؤولة عن شبه الانهيار في العلاقات مع تركيا التي كانت حليفة لها في السابق، كما اتهم الرئيس السوري بشار الأسد بالكذب عليه بعدما منح المسؤولون الأتراك حكومته "فرصة أخيرة" لإنقاذ سلطتهم من الانهيار بوقف قمع المحتجين.

على أن المدهش -على حد تعبير نيويورك تايمز – أن أوغلو تنبأ بشراكة بين تركيا ومصر، البلدين الأقوى عسكريا والأكثر كثافة سكانيا والأعرض نفوذا في المنطقة، واللذين قال عنهما إنهما قادران على تأسيس حلف جديد في وقت يبدو فيه النفوذ الأميركي بالشرق الأوسط في اضمحلال.

وقال في هذا الصدد "هذا ما نريده.. ليس هذا محورا ضد أي دولة أخرى، لا إسرائيل ولا إيران أو أي بلد آخر، لكنه سيكون محورا للديمقراطية في أكبر بلدين بمنطقتنا من الشمال إلى الجنوب، من البحر الأسود حتى وادي النيل في السودان".

وجاءت تصريحات أوغلو هذه بعد جولة قام بها الأسبوع الماضي الزعماء الأتراك –بينهم هو شخصيا ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان– إلى تونس ومصر وليبيا، وهي الدول الثلاث التي شهدت ثورات شعبية هذا العام.

ورأت الصحيفة الأميركية في الانتقادات التي وجهها مهندس السياسة الخارجية التركية إلى حلفائه القدامى (إسرائيل وسوريا) وتبنيه حلفاء جدد، تأكيدا للثقة التي تنعم بها تركيا هذه الأيام وهي تسعى لتكون في جانب الطرف الرابح في المنطقة.

وأردفت قائلة "وعلى خلاف إسرائيل القلقة، وإيران المرتابة، والولايات المتحدة التي ظلت سياستها الإقليمية محل انتقاد بسبب تخبطها وتناقضها الظاهر أحيانا، نهضت تركيا من عثراتها السابقة فقدمت نفسها نموذجا للتحول الديمقراطي والنمو الاقتصادي، في وقت تمر فيه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتغييرات جذرية".

ووصفت نيويورك تايمز "القبول الحسن واللافت" الذي حظيت به تركيا في العالم العربي -"وهي منطقة كانت تركيا تنظر إليها ذات مرة بازدراء"- بأنه تطور أشبه بالزلزال تماما مثل الانتفاضات والثورات العربية.

المصدر : نيويورك تايمز