بناء ليبيا.. آمال ووعود

تعيينات المجلس الوطني الانتقالي الليبي

تعيينات المجلس الوطني الانتقالي الليبي (الجزيرة)

قال ممثل المجلس الوطني الانتقالي لدى واشنطن والسفير الليبي السابق في الولايات المتحدة علي سليمان العوجلي، إن مكاسب الثوار تبقى قليلة بعد نحو شهر من مواجهة نظام العقيد معمر القذافي.

وكتب العوجلي مقالا نشرته صحيفة واشنطن بوست ثمَّن فيه مساعدة الرئيس الأميركي باراك أوباما والشعب الأميركي، مؤكدا أن الغارات الغربية والمساعدات الإنسانية منعت وقوع كارثة محققة.

وقال العوجلي "لنكن واضحين حول طبيعة المعركة، فنحن نقاتل التطرف والإرهاب، نحن نقاتل من أجل الحرية وتقرير مصيرنا، وبعد أربعين سنة لسنا بحاجة لاستبدال إرهابي بآخر. نحن نريد الحقوق التي يتمتع بها أي شعب حر، حرية اختيار قادتنا، وحرية التعبير عما في أنفسنا، وحرية العيش بدون خوف، ولن نتسامح مع تنظيم "القاعدة" أو أية جماعة أخرى تعادي أهدافنا".

وأوضح العوجلي في مقاله أن المجلس الوطني يحتاج المساعدة أمام الهجوم المضاد الذي تشنه كتائب القذافي وهذا لإنقاذ المدنيين من القتل، وطلب من الولايات المتحدة تعزيز منطقة الحظر الجوي لأن الغارات الجوية الغربية نجحت في وقف قوات القذافي الأسبوع الماضي.

كما دعا إلى تعزيز المساعدات العسكرية، مؤكدا أن مسؤولية إسقاط القذافي تقع على عاتق الشعب الليبي، لكنه قال إن المجموعة الدولية مُطالبة بمساعدته في القتال، لأن الحملة الجوية الغربية أحدثت تغييرا كبيرا لكن الحسم يتم على الأرض وهذا ما يتطلب تقديم المساعدة للثوار من أسلحة وتدريب.

وقال العوجلي إنه يتفهم مسؤولية استخدام الأسلحة فدعا الغرب إلى إيجاد آلية لمراقبتها وضمان منع وقوعها في أيدٍ معادية.

ودعا العوجلي أيضا إلى تجميد أموال نظام القذافي، طالبا المزيد في هذا الاتجاه بعدما جمدت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى خمسين مليار دولار قال العوجلي "هي أموال الشعب الليبي التي سرقها نظام القذافي"، وأكد أن الوصول إلى هذه الأموال سيسمح بتقديم الدعم الإنساني والمادي والعسكري الذي يحتاجه الليبيون لمواجهة القذافي.

وفي الشأن السياسي دعا العوجلي في مقاله إلى الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي، قائلا إن قيادته تضمن تطبيق الحرية في ليبيا، فهي تتكون من قطاع واسع من فئات المجتمع، وأكد أن كثيرين من قيادته درسوا في الغرب وأبدى ثقته في حصولهم على ثقة المجتمع الدولي.

واعترف العوجلي بصعوبة الطريق أمام المعارضة، مؤكدا أن تجاوز عقود من القمع وبناء مجتمع مدني ومؤسسات ديمقراطية لن يكون بين ليلة وضحاها، وأن المجلس يسعى في المرحلة الأولى إلى وضع أسس مجتمع حر ومنفتح، وباستلهام أفكار مؤسسي الولايات المتحدة الأميركية سيضع المجلس دستورا جديدا لليبيا.

وأوضح أن المجلس سيؤسس هيئة حكومية تمثل جميع الليبيين، إضافة إلى تأسيس نظام قضائي وإعلام حر، وضمان تقديم الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم.

لكن العوجلي قال إن الوصول لهذه الأهداف الكبيرة لن يتم قبل إنهاء الحرب، لذا يجب وقفها أولا، فالليبيون "يقاتلون من أجل حياتهم، ولن تكون هذه الآمال ذات أهمية إذا لم نحصل على ما نريده الآن".

المصدر : واشنطن بوست