تخوف ليبرالي من إسلاميي مصر

إيمان رمضان

حصد حزب الحرية والعدالة 40% من الأصوات وتلاه في المركز الثاني حزب النور (الجزيرة)

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن صعود حزب النور الإسلامي الذي يوصف بأنه حزب سلفي متشدد، يعتبر تحولا مفاجئا في الانتخابات المصرية وقد يكون له تأثير مستقبلي على الحياة السياسية والثقافية المصرية.

وتنقل الصحيفة عن المحلل السياسي والعضو السابق في جماعة الإخوان المسلمين إبراهيم الهضيبي قوله إن النتائج الأولية تعبر عن الحملة الانتخابية الواسعة التي قامت بها الأحزاب المشاركة والتي حرص كل حزب أن يقدم من خلالها هويته العقائدية، وأن "الصعود السلفي هو رد فعل على حملة الكتلة المصرية".

وتصف الصحيفة الكتلة المصرية بأنها التحالف الليبرالي والعلماني الرئيس الذي يسعى إلى إعطاء انطباع بأن فوز الأحزاب الإسلامية في مصر سوف يحولها إلى "أفغانستان ثانية".

ويكمل الهضيبي "أولئك الساسة يعملون على أساس الهوية وليس البرنامج السياسي، وقد سئل المصريون سؤالا مفاده: هل تريد لهذا البلد أن يكون علمانيا أم إسلاميا؟ وقد اختار الناس أن يكون هذا البلد إسلاميا".

يذكر أن الإخوان المسلمين ممثلين بحزب الحرية والعدالة قد حصدوا أكثر من 40% من الأصوات في تسع محافظات أجري فيها التصويت هذا الأسبوع. ويأتي في المرتبة الثانية حزب النور بمعدل 25%.

وتتساءل الصحيفة عن الخطوة التالية للإخوان المسلمين، وهل سيتحالفون مع القوى السياسية التقليدية في مصر كما وعدوا، أم إنهم سيقعون تحت ضغوط للتحالف مع السلفيين؟

وترى الصحيفة أن السلفيين سوف يستغلون وجودهم في الحياة السياسية للضغط لمنع الخمور واتخاذ إجراءات قد تؤثر على السياحة والليبرالية في مصر.

وكان الإخوان قد نشروا أمس على موقعهم الرسمي على الإنترنت، بيانا نفوا فيه ما تردد عن تحالفهم مع القوى السلفية.

نحن نسعى إلى التعاون وليس المواجهة. لا يوجد هناك أغلبية مطلقة، وسيكون في البرلمان 12 أو 13 حزبا

نائب رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان عبّر عن رغبة حزبه المنبثق عن الإخوان المسلمين للعمل مع القوى المصرية وقال "نحن نسعى إلى التعاون وليس المواجهة. لا يوجد هناك أغلبية مطلقة، وسيكون في البرلمان 12 أو 13 حزبا".

وقد دفع صعود الأحزاب الإسلامية المنظمة مقابل الأحزاب الليبرالية المتشرذمة الكثير من المصريين غير المتحمسين للإخوان المسلمين لأن يعيدوا حساباتهم.

وتنقل الصحيفة عن الصحفية المصرية هدايت عبد النبي التي تعمل في حملة عمرو موسى الرئاسية قولها "نعلم الآن ماذا ينتظرنا، وعلينا أن نوحد الصفوف كي لا نعود إلى العصر الحجري".

وقالت هدايت إنها كانت تنوي التصويت لتحالف الثورة مستمرة، ولكنها عدلت عن ذلك وستصوت للكتلة المصرية، أكثر المجموعة اليسارية والليبرالية قوة وتنظيما.

وترى الصحيفة أن الوقت ما زال مبكرا لمعرفة هوية القوى الفاعلة في البرلمان المصري القادم، إلا أن بعض القوى الليبرالية قد بدأت بالفعل في التعايش مع فكرة هزيمتها، وبدأت بإعداد خططها للعمل في صف المعارضة في المرحلة المقبلة.

ويقول هاني شكر الله المحلل الليبرالي ورئيس تحرير موقع صحيفة الأهرام باللغة الإنجليزية على الإنترنت "الإسلاميون كانوا الأكثر استعدادا وتنظيما وتمويلا. كانوا سيصلون إلى السلطة بشكل أو بآخر".

لكن شكر الله يرى أن السنين القادمة سوف تشهد هبوط الإسلاميين، لأن معركتهم على أساس الهوية والإسلام ستكون قد انتهت.

المصدر : واشنطن بوست