باكستان تفضل مهادنة طالبان

عبد الرحمن مطر

الحكومة الباكستانية تدرس إمكانية التحاور مع طالبان (الجزيرة)

وسط الإحباط الأميركي المتزايد من معالجة باكستان لما وصفته واشنطن بوست بالتشدد الإسلامي، تبدو الحكومة أقل رغبة من قبل في تحدي الجماعات "المتمردة" وأكثر ميلا لمهادنتها.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الباكستانيين رفضوا في تصريحات أخيرة فكرة اتخاذ إجراء عسكري قوي ضد "المتمردين" المتمركزين في حزامها القبلي، ودعوا بدلا من ذلك إلى عقد أكثر من هدنة. وخلال قمة حديثة أصدر زعماء سياسيون قرارا لم يدن الإرهاب لكنه قال إن سياستهم هي الحوار.

وقالت إن هذا النهج حير المسؤولين الأميركيين، وجدد النقاش في باكستان حول كيفية التعامل مع "المتمردين" الذين قتلوا الآلاف في هجمات في كافة أنحاء البلاد.

لكن الكثير ما زال مبهما فيما يتعلق بإمكانية تحقيق السلام، بما في ذلك أي المجموعات المقاتلة سيتم تضمينها أو ترغب في ذلك. لكن بعض المحللين يقولون إن باكستان فقدت التصميم على محاربة "المتمردين" الذين يعتبرهم كثيرون هنا "إخوة ساخطين".

وفي المقابل عبر كثيرون عن تشككهم في المباحثات، وجادلوا بأن مثل هذه الجهود فشلت في السابق. لكن الفكرة تلقى ترحيبا بين الأحزاب السياسية وزعماء سياسيين آخرين.

وذكرت الصحيفة أنه خلال بعض المقابلات قال سياسيون ومسؤولون أمنيون إن باكستان تعتبر حركة طالبان باكستان مفتتة بما يكفي لتكون مستعدة لاتفاقات سلام يرعاها وسطاء من شيوخ القبائل أو علماء الدين. وألمحوا إلى أن الولايات المتحدة تؤيد نهجا مشابها في أفغانستان.

التركيز على السلام
وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك في إحدى هذه المقابلات إنه لو تم استئصال "الإرهاب" من خلال إعطاء فرصة للسلام، فإن هذا سيكون أفضل خيار. وأضاف أنه تلقى عروضا بالهدنة من المقاتلين وأنهم يرغبون في التباحث.

ويقول المحللون الأمنيون إن باكستان تناور لتضمينها في أي تسوية سياسية أفغانية، التي يعتقد مسؤولو الأمن أنها ستأتي بممثلي طالبان الأفغانية في الحكومة. ولهذا فإن الجيش يرى محفزا قليلا لمعاداة "متمردي" باكستان الذين يمتزجون بنظرائهم الأفغان.

وأشارت الصحيفة إلى وجود اتصالات بين الحكومة والمقاتلين من خلال قنوات غير مباشرة، وأن كلا الجانبين يسعيان لضمانات قبل البدء.

وعلى صعيد آخر، أسف البعض لفكرة المباحثات باعتبارها استسلاما، رغم أن كثيرا من النقاد ما زالوا متحمسين بشأن المصالحة في أفغانستان. وقال جاويد أشرف قاضي، وهو مسؤول استخبارات سابق، إن طالبان أفغانستان تقاتل احتلالا أجنبيا بينما طالبان باكستان تسعى لتكوين "خلافة إسلامية".

وأشارت واشنطن بوست إلى أن عددا من محاولات باكستان السابقة لتحقيق السلام مع الجماعات المحلية "المتمردة" يقدم سببا كافيا للشك. ويقول بعض المحللين في هذا إن اتفاق 2006 في شمال وزيرستان ساعد في تكوين ملاذ بالمنطقة تعمل من خلاله الآن بحرية شبكة حقاني ومقاتلون آخرون.

المصدر : واشنطن بوست