لغز إيراني جديد يحير الغرب

afp/ A picture shows the newly inaugurated fuel manufacturing plant in the central province of Isfahan on April 9, 2009. Iran declared major advances in its controversial atomic drive as President Mahmoud Ahmadinejad opened the nuclear fuel plant and announced the testing of two high capacity centrifuges.

الغرب يحاول فك لغز النوايا الإيرانية (الفرنسية)

شكل نقل إيران كمية من الوقود النووي المنخفض التخصيب من منشآت تحت الأرض إلى منشأة على السطح بحيث تكون هدفا سهلا لأي هجمة جوية، لغزا يحير أميركا وإسرائيل وحلفاءهما الذين يحاولون فك لغز النوايا الإيرانية.

وتسرد صحيفة نيويورك تايمز بعض النظريات والتفسيرات التي يتم تداولها بشأن الخطوة الإيرانية التي تطرح تساؤلا عن الغاية من التعرض لمثل هذا الخطر المحدق.

ومن هذه التفسيرات أن إيران تحاول أن تستدرج إسرائيل للقيام بالهجوم أولا، أو أنها تسعى فقط لتصعيد المواجهة مع الغرب بهدف الحصول على مزيد من التنازلات في المفاوضات، أو أن إيران –وهو ما ترجحه الإدارة الأميركية- تفتقر إلى الحاويات المناسبة لتخزين الوقود المشع.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الجدل يعكس عمق الارتباك حيال نوايا القيادة الإيرانية التي وصفتها بأنها منقسمة.

ورغم وجود الأدلة على أن الولايات المتحدة وإسرائيل تمكنتا من اختراق البرنامج النووي الإيراني -عبر خطف العلماء والحصول على صور داخل المنشآت وعلى بيانات الحاسوب من البرنامج النووي- فإنهما غير متأكدتين من أن إيران تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية أو بناء واحدة أو حتى التظاهر بالقدرة على ذلك.

ولخص هذا الموقف ما قاله أحد مستشاري الرئيس باراك أوباما حين أشار إلى "أن لدينا سجلا حافلا من الأخطاء في تقييم هؤلاء الجماعة (أي الإيرانيين) على مدى ثلاثين عاما".

وتشير نيويورك تايمز إلى أن ما أثار لعبة التخمين هي جملة جاءت في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 14 فبراير/شباط تقول إن الإيرانيين نقلوا أربعة آلاف وثلاثمائة  رطل من اليورانيوم المنخفض التخصيب من مخازن تحت الأرض إلى منشأة صغيرة على سطح الأرض لاستخدامها في إعادة تخصيب الوقود بنسبة 20%.

خطوة غير منطقية

"
أكثر التكهنات قوة هو أن الحرس الثوري الإيراني يستدرج هجوما عليه بهدف توحيد البلاد بعد ثمانية أشهر من المظاهرات التي "شارك فيها ملايين الإيرانيين ضد الحكومة
"
نيويورك تايمز

غير أن الصحيفة تقول إن نقل الوقود إلى الخارج ليس منطقيا ولا سيما أن إيران ليست في حاجة إلى تلك الكمية للإيفاء بغرضها المعلن وهو تغذية المفاعل القديم في إيران لصنع النظائر الطبية، وأن الوقود النووي الآن صار في العراء بحيث يشكل هدفا سهلا لأي ضربة جوية.

بعض المسؤولين الأميركيين والأوروبيين لا يتحدثون بشكل رسمي عن هذا الموضوع لأن لعبة التخمين تمس ثلاث قضايا حساسة وهي: هل إسرائيل ستضرب المنشآت وتذكي حربا شاملة في الشرق الأوسط؟ وهل ما زال هناك ما يكفي من الوقت لوقف البرنامج النووي الإيراني عبر العقوبات والدبلوماسية؟ ومن هو الذي يتحكم بإيران وبرنامجها النووي؟

ويستبعد مسؤول رفيع المستوى في إدارة أوباما متخصص في الإستراتيجية الإيرانية أي تفسير تقني للخطوة الإيرانية، وأشار إلى وجود دافع آخر.

أما أكثر التكهنات قوة -حسب الصحيفة- فهو أن الحرس الثوري الإيراني يستدرج هجوما عليه بهدف توحيد البلاد بعد ثمانية أشهر من المظاهرات التي "شارك فيها ملايين الإيرانيين ضد الحكومة".

ونسبت نيويورك تايمز إلى دبلوماسي أوروبي قوله إن "أفضل شيء للقيادة الإيرانية يتمثل في قيام إسرائيل بعمل عسكري يوحد الإيرانيين ضد العدو".

ومن وجهة نظر العسكريين، فإنه مهما كانت الغاية من الخطوة الإيرانية، فإنها تبقى لحظة مغرية للإسرائيليين للقيام بهجوم عسكري.

المصدر : نيويورك تايمز