تقرير: التهديد الداخلي معضلة البنتاغون

This 2000 picture obtained November 10, 2009 from the Uniformed Services University of the Health Sciences shows then Lt. Nidal Malik Hasan when was a medical student at the F. Edward Hebert School of Medicine, Uniformed Services University of the Health Sciences. Army psychiatrist Nidal Hasan,

نضال حسن الذي قتل 13 جنديا أميركا بفورت هود (الفرنسية-أرشيف)
نضال حسن الذي قتل 13 جنديا أميركا بفورت هود (الفرنسية-أرشيف)

خلص تقرير لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى أن التهديد الداخلي يمثل مشكلة لا تستطيع الوزارة التعاطي معها، وتمثل ذلك في عدم القدرة على تجنب حادثة فورت هود حيث قتل الرائد الأميركي نضال حسن (من أصل أردني) 13جنديا.

ورجح خبراء في الأمن القومي الأميركي أن تكون الخشية من الإساءة للمسلمين أو من الظهور بمظهر عدم الاكتراث إزاء الدين هو السبب الذي جعل الجيش الأميركي يغفل عن المؤشرات التي كانت تدل على منفذ عملية فورت هود.

وأشارت صحيفة واشنطن تايمز إلى أن مسؤولين بالبنتاغون سعوا الأسبوع الماضي إلى التقليل من أهمية الأسئلة حول لماذا غفل المشرفون في الجيش والمسؤولون في مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيق الفدرالي عن المؤشرات التحذيرية أو فشلوا في اتخاذ إجراءات ضد نضال حسن قبل قتله 13 جنديا في فورت هود.

ونسبت إلى الديمقراطي أيك سكيلتون المسؤول عن لجنة الخدمات العسكرية التابعة لمجلس النواب قوله إن جلسات الاستماع العسكرية المزمع إجراؤها يوم الأربعاء ستبحث التباينات في تقارير المسؤولين بالجيش التي تتعلق بحسن.

ومن هذه التقارير أنه تمت ترقية نضال حسن رغم المؤشرات على تطرفه، وأن التقارير الاستخبارية التي تشير إلى أن الرائد حسن على صلة بالإرهاب قد تم تجاهلها.

المستشار الحكومي في شؤون مكافحة الإرهاب باتريك بول قال إن تقرير الدفاع لم يعالج مشكلة التصحيح السياسي في الجيش الذي سمح لحسن بالترقي رغم أدائه الضعيف.

وأضاف بول أن أجواء الترويع داخل الجيش التي تتعلق بالتهديدات الإسلامية منعت من تقديم أي شكوى أساسية ضد تصريحات حسن المتطرفة.

أما الوزير السابق للجيش توغو ويست الذي ساعد في إعداد تقرير مراجعة البنتاغون لعملية إطلاق النار في فورت هود، فدحض المخاوف من أن تديّن حسن كان عاملا في معاينات أدائه خلال حياته المهنية بوصفه المستشار الطبي في الجيش.

ولدى سؤاله عما إذا كانت المشكلة الحالية في فورت هود تتعلق بالتطرف الإسلامي، رفض ويست تحديد الإسلاميين، وقال للصحفيين في البنتاغون "إن اهتمامنا لا ينصب على الدين، بل على تأثيره المحتمل على قدرة جنودنا على القيام بواجبهم".

"
التطرف الإسلامي وحده ليس عامل خطر، فكل الجماعات المتطرفة ليست عنيفة، والعنف القائم على الدين لا يقتصر على أعضاء الجماعات المتطرفة
"
ملحق تقرير البنتاغون

من جانبه رفض الأدميرال فيرنون كلارك وهو القائد السابق للعمليات البحرية والمساعد الثاني في التحقيق، الإجابة عندما سئل عما إذا كان التصحيح السياسي أدى إلى الإخفاقات الأمنية في الجيش.

وأضاف أن المسألة قد عولجت في ملحق سري لتقرير البنتاغون بمساعدة ويست.

أما المتحدث باسم البنتاغون، فقد رفض التعليق على ما إذا كان التصحيح السياسي ساهم في الهفوات الأمنية.

وكان تقرير البنتاغون الذي نشر يوم الجمعة قد سرد سلسلة من الإخفاقات داخل الجيش ساهمت في عدم تحديد كون نضال حسن تهديدا محتملا رغم أنه بعث برسائل إلكترونية إلى رجل القاعدة اليمني أنور العولقي.

وخلص التقرير إلى أن الجيش يفتقر إلى التجهيز المناسب للتعاطي مع التهديدات الداخلية.

ولم يذكر التقرير شيئا عن التطرف الإسلامي، ولكنه أشار إلى التهديد الأمني الداخلي الذي يأتي من التأثيرات الخارجية غير المحددة على الجنود.

وقالت واشنطن تايمز إن ملحق التقرير حول عوامل الخطر قلل من أهمية التهديد الإسلامي بالإشارة إلى أن "التطرف الإسلامي وحده ليس عامل خطر، فكل الجماعات المتطرفة ليست عنيفة، وأن العنف القائم على الدين لا يقتصر على أعضاء الجماعات المتطرفة".

الطبيب العسكري السابق زهدي جاسر قال إن التصحيح السياسي يمثل مشكلة رئيسية بالنسبة للجيش والحكومة في التعاطي مع الأسلمة.

وأضاف أن الثقافة السائدة في الجيش والحكومة الأميركية تنطوي على عدم المساس بالدين.

وأكد جاسر ضرورة إقامة حوار وطني حول ما يغذي الإرهابيين وأن الإرهاب ببساطة أحد أعراض الذين يخلطون بين الدين والهدف السياسي العالمي لإقامة الدولة الإسلامية.

المصدر : واشنطن تايمز