المسلمون الإيغور يصارعون للحفاظ على هويتهم

AFP - Muslim Uighurs pray at the Jame Mosque where over 10,000 people attended Friday afternoon prayers during Ramadan, 13 October 2006 in Hotan, in China's far west Xinjiang Uighur
مسلمو الإيغور يؤدون صلاة الجمعة (الفرنسية)
 
كتبت كريستيان ساينس مونيتور أن أقلية الإيغور المسلمين في الغرب الأقصى من الصين يعيشون حالة من العزلة المفروضة عليهم، ومن تقييد ممارسة حرية الشعائر الدينية، وممنوعون من استخدام لغتهم في المدارس.
 
وتعيش أقلية الإيغور المسلمة في مدينة كوتشا بإقليم تركستان (سينجيانغ) التي يحكمها الملك داود محسود، وهو الملك الـ12 الباقي من السلالة الملكية الحاكمة لهذا البلد.
 
وقالت الصحيفة إن مصير الملك العجوز مثير للشفقة، لأنه بعد أن كان قائدا لشعب الإيغور أصبح الآن معلما سياحيا يجر على عجلات بواسطة فتاتين صينيتين لكي يشاهده الزوار مقابل نحو 28.5 دولارا.
 
وقال بعض الإيغور إن المهانة التي يراها الملك داود هي علامة على ما يخبئه القدر لثقافتهم عموما في وجه حملة الحكومة الصينية القاسية لتوطين المزيد من أقلية "هان" الشيوعية الصينية في أرض الإيغور التقليدية الغنية بالنفط والمعادن.
 
ونقلت الصحيفة شكوى أحدهم من أنهم يشعرون بأنهم غرباء في أرضهم وأنهم كالهنود الحمر في أميركا أو التبتيين في التبت.
 
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم إظهار أقلية الإيغور البالغة ثمانية ملايين نسمة بعض علامات الاستياء كالتي هزت التبت مؤخرا، فإن الحكومة الصينية تشعر بالقلق من نغمة "الانفصال" التي تتردد بينهم وهو خامس أكبر أقلية عرقية في الصين، خشية أن يكون تحت السطح الهادئ غليان أوشك أن يفور.
 
وقالت الصحيفة إنه منذ استيلاء الحكومة الشيوعية على إقليم تركستان عام 1949 تزايد عدد أقلية هان الشيوعية الصينية في الإقليم من 6.7% إلى 40.6%، حسب الأرقام الرسمية، وأصبحوا يسيطرون على كل الوظائف الرئيسية وعلى النشاط السياسي.
 
وأشار أحد الباحثين في هيومان رايتس ووتش إلى أن الإيغور في موقف صعب للغاية، لأنهم رغم قدرتهم على التمدن بين خيارين إما التمدن على حساب ثقافتهم وإما التهميش اقتصاديا.
 
وقال الباحث إن النشاط الديني بين المسلمين هناك يقلق السلطات الصينية التي تربط بين أي نشاطات دينية خارج الإطار الرسمي بالإرهاب والانفصال، كما أنها تضع لوائح تحظر على موظفي الحكومة المحلية الذهاب إلى المساجد وتمنع المعلمين من إطلاق لحاهم، والطلبة من إحضار القرآن للجامعة.
 
ومن المعلوم أن الإيغور يتكلمون لغة محلية تركمانية ويخطون بالكتابة العربية ولهم ملامح القوقازيين، وكانوا يشكلون 90% من سكان المنطقة، لكن هجرة الأقلية الصينية الشيوعية "هان" قوضت هذه الأغلبية المسلمة.
المصدر : الصحافة الأميركية