المسلمون الإيغور يصارعون للحفاظ على هويتهم
28/4/2008
كتبت كريستيان ساينس مونيتور أن أقلية الإيغور المسلمين في الغرب الأقصى من الصين يعيشون حالة من العزلة المفروضة عليهم، ومن تقييد ممارسة حرية الشعائر الدينية، وممنوعون من استخدام لغتهم في المدارس.
وتعيش أقلية الإيغور المسلمة في مدينة كوتشا بإقليم تركستان (سينجيانغ) التي يحكمها الملك داود محسود، وهو الملك الـ12 الباقي من السلالة الملكية الحاكمة لهذا البلد.
وقالت الصحيفة إن مصير الملك العجوز مثير للشفقة، لأنه بعد أن كان قائدا لشعب الإيغور أصبح الآن معلما سياحيا يجر على عجلات بواسطة فتاتين صينيتين لكي يشاهده الزوار مقابل نحو 28.5 دولارا.
وقال بعض الإيغور إن المهانة التي يراها الملك داود هي علامة على ما يخبئه القدر لثقافتهم عموما في وجه حملة الحكومة الصينية القاسية لتوطين المزيد من أقلية "هان" الشيوعية الصينية في أرض الإيغور التقليدية الغنية بالنفط والمعادن.
ونقلت الصحيفة شكوى أحدهم من أنهم يشعرون بأنهم غرباء في أرضهم وأنهم كالهنود الحمر في أميركا أو التبتيين في التبت.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم إظهار أقلية الإيغور البالغة ثمانية ملايين نسمة بعض علامات الاستياء كالتي هزت التبت مؤخرا، فإن الحكومة الصينية تشعر بالقلق من نغمة "الانفصال" التي تتردد بينهم وهو خامس أكبر أقلية عرقية في الصين، خشية أن يكون تحت السطح الهادئ غليان أوشك أن يفور.
وقالت الصحيفة إنه منذ استيلاء الحكومة الشيوعية على إقليم تركستان عام 1949 تزايد عدد أقلية هان الشيوعية الصينية في الإقليم من 6.7% إلى 40.6%، حسب الأرقام الرسمية، وأصبحوا يسيطرون على كل الوظائف الرئيسية وعلى النشاط السياسي.
وأشار أحد الباحثين في هيومان رايتس ووتش إلى أن الإيغور في موقف صعب للغاية، لأنهم رغم قدرتهم على التمدن بين خيارين إما التمدن على حساب ثقافتهم وإما التهميش اقتصاديا.
وقال الباحث إن النشاط الديني بين المسلمين هناك يقلق السلطات الصينية التي تربط بين أي نشاطات دينية خارج الإطار الرسمي بالإرهاب والانفصال، كما أنها تضع لوائح تحظر على موظفي الحكومة المحلية الذهاب إلى المساجد وتمنع المعلمين من إطلاق لحاهم، والطلبة من إحضار القرآن للجامعة.
المصدر : الصحافة الأميركية