يوم دام آخر في العراق

أيقونة الصحافة البريطانية
تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأحد مواضيع مختلفة شملت أنباء التسريبات الأخيرة حول تلقي توني بلير تحذيرات من وزرائه ومستشاريه من عواقب شن الحرب على العراق وتفاعلات تلك القضية وكذلك تطرقت الصحف إلى الوضع في العراق وعن تضارب الآراء حول مستقبله بين تقديرات المخابرات الأميركية وبين السياسيين البريطانيين والأميركيين والعراقيين كما تناولت اعتقال الرجل الثالث في تنظيم القاعدة في باكستان.
 

"
بريطانيا تعتزم البدء في تقليص قواتها في العراق بنحو الثلث
"
 أوبزيرفر

التفجيرات والخطف في العراق

تناولت صحيفة صندي تلغراف أعمال القتل والتفجيرات اليومية في العراق وما شهدته كركوك أمس مذكرة بيوم دموي آخر في العراق.
 
وقالت: كان من المفروض أن تأخذ الأمور منحى آخر وأن يتوقف العنف لدى تسليم السيادة إلى الحكومة العراقية المؤقتة في شهر يونيو/حزيران وعوضاً عن ذلك  شهدت الأيام الأخيرة واحدة من أسوأ موجات العنف منذ سقوط نظام صدام حسين في حين تتوقع مصادر المخابرات الأميركية مستقبلاًعراقياً يسوده العنف والفقر وهو ما تعارضه الأوساط السياسية في كل من بغداد ولندن وواشنطن بزعمها أن الأمور ستتحسن.
 
ومضت الصحيفة تتساءل: بين هذا وذاك أين تكمن الحقيقة وما مدى سوء الوضع وهل هنالك من مؤشرات إيجابية وماذا يخبئ المستقبل للعراق؟.

تقليص القوات البريطانية

ذكرت صحيفة أوبزيرفر أن الجيش البريطاني سيبدأ في سحب قواته من العراق ابتداءً من الشهر القادم وأنه سيجري تقليص عدد القوات البريطانية وقوامها 5000  بنسبة الثلث خلال عملية التبديل الاعتيادية.
 
يأتي ذلك في وقت يستمر فيه مسلسل القتل والتفجيرات في العراق واختطاف الرهائن  فقد قتل أكثر من 200 شخص خلال الأسبوع الماضي وحده إضافة إلى خطف ثلاثة رهائن غربيين أحدهم بريطاني ظهروا في شريط فيديو هدد فيه الخاطفون بقتلهم إذا لم يتم إطلاق سراح السجينات العراقيات.
 
كما أعلن الليلة الماضية عن خطف عشرة رهائن يعملون في شركة أميركية تركية وهنالك مخاوف جدية الآن من تأجيل الانتخابات العراقية بسبب الوضع الأمني الذي يزداد تدهوراً.
 
وكان وزير الدفاع البريطاني أعلن في الأسبوع الماضي عن إمكانية إرسال المزيد من القوات إلى العراق لتأمين إجراء الإنتخابات إلا أن مصادر الحكومة البريطانية أعلنت بانه ليس بالضرورة أن تكون تلك القوات بريطانية.
 
ومن المتوقع أن يؤدي تقليص القوات البريطانية الذي لم يعلن عنه إلى إثارة اهتمام كل من بغداد وواشنطن في وقت يرى العديد من العراقيين أنه يجب زيادة القوات لا تقليصها.
 
وثائق سرية
كما تطرقت الصحيفة إلى موضوع التسريبات عن تلقي توني بلير تحذيرات من قبل بعض وزرائه ومستشاريه من عواقب وخيمة تفرزها الحرب على العراق في حقبة ما بعد تلك الحرب مما أجبر رئيس الوزراء  على الدفاع عن موقفه بخصوص تلك الحرب.
 
 ويعتبر نشر هذه الوثائق البالغة السرية واحدة من أخطر التسريبات نظراً لاقتصارها على قلة من الأشخاص وما ستثيره من إحراج بسبب تطرقها إلى  بعض كبار الشخصيات الأميركية بالاسم مما سيدفع بالحكومة لشن حملة كبيرة للكشف عن العميل الذي سربها، علماً أنه لم يطلع عليها أحد من خارج مكتب رئيس الحكومة مما يستبعد أن يكون أي من أصدقاء وزير الخارجية جاك سترو قد سربها.
 
وعلق الناطق بلسان الديمقراطيين الأحرار على التسريبات واصفاً إياها بالمدمرة وقال إنها كشفت عن التذرع بقضية أسلحة الدمار الشامل من أجل تغيير النظام العراقي بصورة غير قانونية.
 
أما ميشيل أنكرام من المحافظين فاتهم بلير بتضليل الأمة والبرلمان بتأكيده إعداد الخطط من أجل إعادة الإعمار التي تأكد أنها مضللة.
 

"
باكستان تعتقل الرجل الثالث في تنظيم القاعدة الذي يعتقد أنه العقل المدبر لمحاولات اغتيال مشرف

"
ديلي تلغراف

اعتقال مسؤول بالقاعدة


ذكرت ديلي تلغراف أن باكستان اعتقلت الرجل الثالث في تنظيم القاعدة وهو من أصل ليبي يدعى فرج الليبي كان يبعث برسائل مشفرة إلى خلايا القاعدة النائمة في كل من بريطانيا وأميركا وفقاً لما يعتقده مسؤولو المخابرات الباكستانية.
 
ويعتقد هؤلاء أنه العقل المدبر لمحاولات اغتيال الرئيس الباكستاني برويز مشرف والمسؤول عن التخطيط لشن هجمات داخل أميركا قبيل الانتخابات والاتصال مع بعض أعضاء القاعدة في بريطانيا لتبادل الرأي معهم بشأن شن هجمات إرهابية في بريطانيا مستقبلاً.
 
وكانت باكستان عرضت في الشهر الماضي مكافأة بحوالي 200 ألف جنيه إسترليني لمن يساعد في القبض عليه وذكرت أنه في الأربعين من العمر ومتزوج من باكستانية ويعاني من مرض جلدي (البهاق) وأنه تعرف على أسامة بن لادن لأول مرة أثناء وجوده في السودان ثم تولى مهمة توفير جوازات سفر مزورة لتمكين المجندين العرب من السفر إلى أفغانستان.
 
وقالت الصحيفة إنه تولى عدة مناصب مهمة في تنظيم القاعدة وفقاً لما يقوله أحد المسؤولين ويعتقد أن لديه معلومات عن مكان وجود أسامة بن لادن ومساعده أيمن الظواهري.
 
المصدر : الصحافة البريطانية