المظاهرات مستمرة.. غالبية الفرنسيين لم تقنعهم تنازلات الرئيس

French President Emmanuel Macron speaks during a special address to the nation, his first public comments after four weeks of nationwide 'yellow vest' (gilet jaune) protests, at the Elysee Palace, in Paris, France December 10, 2018. Picture taken December 10, 2018. Ludovic Marin/Pool via REUTERS
ماكرون قدم تنازلات للمتظاهرين بعد أن رفعوا سقف مطالبهم ونادوا برحيله (رويترز)

وبحسب نتائج استطلاع لشركة أودوكسا، فإن 40% فقط من المستطلعين اعتبروا ماكرون مقنعاً، في حين لم يقتنع به 59%.

النتائج ذاتها أظهرت كذلك أن 54% ممن شملهم الاستطلاع يرون أنه يجب استمرار المظاهرات.

وكان ماكرون قد تعهد -في خطاب متلفز من قصر الإليزيه مساء الإثنين- بزيادة الحد الأدنى للأجور بـ 100 يورو (113 دولاراً) شهرياً اعتباراً من العام المقبل.

كما تشمل التنازلات إلغاء الضرائب على ساعات العمل الإضافية ابتداء من 2018، وإلغاء زيادة الضرائب على بدلات التقاعد لمن يتقاضون أقل من 2000 يورو شهرياً.

كما حث أصحاب العمل على رصد مكافأة لنهاية العام ستعفى من الضرائب.

رفع السقف
ومنذ 17 من الشهر الماضي تشهد فرنسا احتجاجات تقودها حركة شعبية تحمل اسم السترات الصفراء، تنديدا بارتفاع أسعار الوقود وتكاليف المعيشة.

وامتدت مطالب الحركة لتشمل الإصلاحات الضريبية، ثم تطورت إلى المناداة برحيل الرئيس.

ورغم إلغاء الحكومة الزيادة المقررة بأسعار الوقود، فإن تصريحات متفرقة لعناصر من حركة السترات الصفراء عكست عدم رضاها عن الإجراءات المقدمة.

وحتى أمس الثلاثاء لم تخفت احتجاجات "السترات الصفراء" رغم حديث الرئيس الساعي لتهدئة غضب المواطنين الذين يحتشدون منذ أكثر من ثلاثة أسابيع مطالبين بالمزيد من العدالة الاجتماعية.

وفي الأسبوع الرابع لتحرك "السترات الصفراء" استمرت أعداد قليلة من المحتجين في قطع الطرق والتظاهر في أنحاء البلاد.

وأكد مصدر بالشرطة أن نحو 1900 متظاهر نزلوا الشوارع، بينما جرت 40 عملية قطع لطرق صباح أمس.

وقد دافع رئيس الوزراء إدوارد فيليب عن التدابير التي أعلنها ماكرون مساء الاثنين ووصفها بأنها "هائلة" قائلا "نريد أن نمضي بسرعة. نريد أن نمضي بقوة".

استمرار الغضب
ولكن لا يبدو أن التنازلات الجديدة ستنجح في تهدئة غضب المتظاهرين. وبعد خطاب الرئيس مساء الاثنين، عبّر كثيرون من "السترات الصفراء" عن استيائهم.

وقال توماس ميراليس المتحدث باسم "السترات الصفراء" بإقليم البيرينيه الشرقي- "على الفور، قلت لنفسي إن ماكرون أصغى إلينا قليلاً.. لكن عندما ننظر إلى التفاصيل، في الواقع لم يفعل (ذلك) على الإطلاق".
 
وأوضح أنه يعتزم التظاهر السبت في باريس "للمرة الأولى" تعبيراً عن استيائه. وأضاف "هنا نشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء ما أعلنه الرئيس. التعبئة مستمرة". بينما قال تييري -وهو ميكانيكي دراجات- "كل هذا سينما".

لكن آخرين تلقوا تنازلات ماكرون بإيجابية أكثر. وقال المحتج كلود رامبور "هناك أفكار جيدة، اعتراف بالذنب، وصل متأخرا جدا لكننا لن نرفضه".

المصدر : الفرنسية + وكالات