فتيات باكستانيات يتحدين التقاليد ويمارسن الفنون القتالية

الرياضة و المرأة الباكستانية
هناك فتيات في باكستان وصلت بهن الجرأة وحب المغامرة إلى أن يكن بطلات في الفنون القتالية المختلطة (الجزيرة)
إبراهيم حمدان-إسلام آباد

تخوض فتيات باكستانيات تجربة لافتة في ممارسة الرياضة القتالية في مجتمع محافظ لا يتقبل هذا وقد يحارب من يمارسن هذه الرياضات.

ولطالما عرف المجتمع الباكستاني بالمحافظ، بل وفي كثير من الأحيان بالمنغلق، خاصة فيما يتعلق بالمرأة الباكستانية، فالعرف الباكستاني ولا سيما ذلك المتبع في المناطق القبلية والأرياف يعاقب وبشدة كل فتاة تخرج عن المألوف.

عقاب يتراوح بين إلقاء المواد الحارقة على الفتاة التي تثبت إدانتها قبليا، والقتل، وفي أغلب القصص المعروفة بشأن العقاب الموجه ضد المرأة الباكستانية تنتهي القصة بتبرئة الجاني.

لكن هذه القسوة لم تمنع من وجود من يتمرد على هذه العادات والتقاليد لتكون هناك فتيات باكستانيات تصل بهن الجرأة وحب المغامرة إلى أن يكن بطلات فيما باتت تعرف بالفنون القتالية المختلطة.

سدره برويز القادمة من إقليم خيبر بختون خواه والمنتمية إلى العرق البشتوني المعروفين بمحافظتهم الشديدة لم تلق لكل هذا بالا، وبدأت التدرب في نواد مختلطة يمارس فيها الرجال والنساء الرياضة القتالية.

وتقول سدرة إنها تتمرن لمدة ثلاث ساعات يوميا مع الفتيان، وتهدف من خلال هذا النوع من الرياضة لأن تكسب ثقة في نفسها وقوة في جسمها، وأن تعتاد مواجهة الرجال وألا تهاب الرجل إلا في حدود القانون.

وأضافت أنها قامت بالفعل بقتال أحدهم داخل النادي الرياضي، وهي الآن أكثر ثقة بقدرتها على حماية نفسها.

سدرة أكدت أنها تخفي هذا الأمر عن أقاربها في القرية التي تقع بالقرب من مدينة نوشهرا في إقليم خيبر بختون خواه، لكن والدها يعلم برياضتها وهو كان قد طلب منها الاستمرار على أن تبقي الأمر بعيدا عن علم أهل القرية لتصبح الآن ثاني فتاة باكستانية تقترب من الاحتراف في هذه الرياضة القاسية على الرجال في الأساس، فضلا عن النساء.

12 فتاة باكستانية هو عدد الفتيات اللواتي يمارسن هذه الرياضة، سدرة كانت الأولى التي تحدثت إلينا، وأرشدتنا إلى أنيتا كريم الفتاة العشرينية التي تعتبر أصغر المشاركات في هذه الرياضة، وهي من منطقة الهونزا المعروفة بقسوة طبيعتها.

undefined 

انتقادات
عند سؤالنا أنيتا عن الانتقادات التي توجه لها وضحت أن الانتقادات لا تنتهي، لكن شقيقتها الأكبر سنا أكدت لها أن النجاح لا يخلو من انتقادات، وأن ما يراه الآخرون نقيصة حسب العرف والقانون القبلي المتبع يبقى نجاحا وتفردا.

وقالت أنيتا إن لديها كامل القناعة بأن هذه الرياضة هي ما يلبي حلم حياتها في الوصول إلى ما تصبو إليه وتعيشه خيالا على أمل أن يكون واقعا، وهو أن تكون مقاتلة في الفنون المختلطة وحاصلة على جوائز عالمية.

علومي كريم الشقيق الأكبر لأنيتا وبطل باكستان في مباريات الفنون القتالية المختلطة أشار خلال لقائنا به إلى العديد من العقبات التي توجد أمام الفتيات الباكستانيات، فالدولة لا تدعم الفتيات الباكستانيات في رياضة توصف بالشدة، كما لا يقبل المجتمع معظم الفتيات اللواتي عرف عنهن الوصول إلى صالات رياضية يوجد فيهن شباب يمارسن الرياضة، خاصة هذه الرياضة التي يتلامس فيها الفتيات والشباب بشكل متكرر.

وأوضح أن عددا من الفتيات غادرن هذه الرياضة نهائيا بعد أن انتشر عنهن مشاركتهن في رياضة القتال المختلطة.

وأضاف كريم أن باكستان بلد فيه الكثير من الطاقات الشابة ذكورا وإناثا، لكن العادات والتقاليد تبقى العائق الأساس في تطوير الكثير من هذه الطاقات إلى مواهب عالمية ذات قدرات عالية على التحدي في مباريات دولية وإقليمية.

المصدر : الجزيرة