شبان تونسيون يحتفلون بـ"عيد البطّال"

Unemployed Tunisians from city of Kasserine sit outside Tunisian Ministry of Vocational Training and Employment urging the government to provide them with job opportunities in Tunis, Tunisia, 15 February 2016. Protests erupted during January in the western central province of Kasserine against high unemployment, and soon spread to other areas including the capital, Tunis, forcing the government to impose a two-week night-time curfew.
الشبان العاطلون عن العمل بدؤوا اعتصامهم للمطالبة بحقهم في الشغل منذ فبراير / شباط الماضي (الأوروبية)

اختار شباب تونسيون عاطلون عن العمل، ينفذون اعتصاما أمام وزارة التكوين المهني والتشغيل، بالعاصمة تونس، أمس السبت الاحتفال بـعيد العمال على طريقتهم الخاصة، عبر مظاهرة "عيد البطّال" أو عيد "العاطلين عن العمل".

وكان المئات من الشباب العاطلين قد بدؤوا اعتصاما أمام مقر ولاية القصرين غربي البلاد، للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم، استمر عدة أسابيع في يناير/ كانون الثاني الماضي، قبل أن ينقلوا اعتصامهم يوم 12 فبراير/ شباط الماضي إلى العاصمة تونس.

وقال الناطق باسم الاعتصام عماد بوعزي إن "عيد البطال" رمزي "أردنا من خلاله تذكير الحكومة، والساسة، والمجتمع المدني، أن هناك شقا كبيرا من المواطنين التونسيين عاطلين عن العمل ولم يأخذوا حقوقهم".

وذكر بوعزي أنهم جاؤوا إلى العاصمة تونس بعد أن اعتصموا أمام مقر ولاية القصرين، للمطالبة بالتشغيل، وأشار إلى أنه كان من المفترض أن يعقد المعتصمون جلسة مع الحكومة لاتخاذ قرار بشأن مطالبهم، ولكن مجلس الوزراء قرر عقد جلسة إنصات فقط.

وشهدت تونس عدة تحركات، واحتجاجات للعاطلين عن العمل في شهري يناير/ كانون الثاني الماضي، وأبريل/ نيسان الحالي. 

‪(رويترز)‬ ينحدر المعتصمون من ولاية القصرين غربي تونس وهم من أصحاب الشهادات العليا
‪(رويترز)‬ ينحدر المعتصمون من ولاية القصرين غربي تونس وهم من أصحاب الشهادات العليا

رسائل وصرخة
وعبر عرض مسرحي تناول قصة شاب يعاني من البطالة بعد أن تخرج من الجامعة وفشل في العثور على فرصة عمل أو وظيفة حكومية، جسّد المعتصمون مأساتهم.

أما الشاب العاطل وجدي الخضراوي، فقال "أردنا من عيد البطال أن نقول إن العاطل عن العمل يريد أن يكون منتجا ويأخذ كينونته الإنسانية".

واعتبر الخضراوي أن "عيد البطال يمثّل صرخة مدوية في وجه سياسات الإقصاء والتهميش". وأوضح أن المعتصمين يريدون من الأحزاب السياسية في البلاد أن تلتفت إلى محافظة القصرين" باعتبارها مهمشة.

وبلغت البطالة بتونس في الثلث الرابع من عام 2015 نسبة 15.4 %، وفق إحصائيات رسمية نشرت مؤخرا.

من جهتها رأت مديرة مكتب منظمة "إنترناشونال ألارت" في تونس (منظمة دولية مستقلة) أن هذه "مبادرة جيدة وتعبر عن أن هؤلاء الشباب قادرون على الابتكار، ومتشبثون بمطالبهم في التشغيل، والمواطنة الاجتماعية التي تضمن حقهم في العمل".

وأضافت ألفة لملوم أنه "لا سبيل لبناء ديمقراطية حقيقية وتثبيت الانتقال الديمقراطي في البلاد دون الشباب المعطل والمهمش اقتصاديا وسياسيا، وهذه المعضلة يجب ألا تبقى دون حل. البطالة المرتفعة في صفوف الشباب الحاملين للشهادات الجامعية ليست حتمية ويجب الاستماع لمطالبهم".

المصدر : وكالة الأناضول