ماليزيا تحتضن معرضا لفن البونساي
وتقوم فلسفة "البونساي على التحكم بنمو وتشكيل هذه الشجيرات القزمة وفق اتباع قوانين صارمة في نظام التغذية وتوفير التربة والإضاءة والتحكم في نمو أغصانها بالتقليم المستمر والتحكم بشكلها بواسطة ربطها بأسلاك تشكل قالبا للشكل الذي يريده الفنان".
تشكيل الأشجار
وقد اعتمدت عدة طرق تقليدية لتشكيل أشجار البونساي, أشهرها الشكل العمودي حيث يكون الجذع منتصبا من القاعدة حتى الرأس ويحافظ فيه على مسافة بين الأغصان حتى يكون المنظر متوازنا.
وأحيانا يكون هذا الشكل مائلا لليسار أو اليمين بدرجات متفاوتة وهو ما يعرف بالبونساي المائل, وهناك الشكل الشلال الذي يكون فيه جذع الشجرة كالنهر فيما تنتشر الأغصان على الأصيص كالشلال.
ويعتمد بعض الفنانين أشكالا أخرى غير نمطية لهذا الفن, بعضها يمثل تماثيل للحيوانات حيث تعتبر من الأشكال المرغوبة في هذا الفن لارتباطها بأساطير قديمة, ومن أهمها التنين الذي يعتقد الكثيرون أن وجوده يجلب الحظ والسعادة، والطيور وسائر الحيوانات.
وتختلف أحجام شجيرات البونساي من نمط لآخر لكن ما تعارف عليه هواة هذا الفن ثلاثة أحجام رئيسة, الصغيرة التي لا يتجاوز طولها 15 سنتيميتر وهذه تحتاج إلى عناية فائقة لصغر حجمها.
وهناك البونساي الكلاسيكي وهي التي يبلغ طولها حتى 65 سنتيمترا وغالبا ما تكون أشجاره معمرة لمئات السنين, أما البونساي الكبير فهو الذي يصل طوله إلى نحو المتر ويوضع غالبا في مداخل البيوت.
وتستخدم في هذا الفن معظم أنواع الأشجار وليس هناك أنواع محددة له, غير أن محترفيه يفضلون الأشجار الصمغية بأنواعها, كما يشتهر فيه نبات الكاميليا لسهولة تشكيلها وأشجار القيقب والصنوبر والبامبو, كما يمكن استخدام الأشجار المثمرة كالتفاح والحمضيات.
رسالة
ويقول الفنان ليم كار هوي المشارك في المعرض إنه في فن البونساي "يحاول الفنان تقريب إبداع الخالق للأذهان, أنت عندما ترى الشجرة الضخمة ربما يبهرك فيها أشياء كثيرة لكنك تعجز عن تأمل دقائق الأمور فيها, هذا هو مغزى هذا الفن أن تتأمل خلق الخالق عن قرب وبكامل التفاصيل".
ويشير "المعلم هوي" -كما يحب أن يطلق على نفسه- إلى نبتة بجانبه قال عنها "هذه النبتة اعتني فيها منذ نحو 42 عاما, صحيح أنني أعرضها الآن للبيع لكن آلاف الناس تأملوها وتعرفوا على تفاصيلها ودقائق الأمور فيها, وتذكروا فيها عظمة خالقهم هذا يشعرني بالسعادة أكثر من المال الذي سأجنيه من بيعها".
وتابع أن هذا الفن "يحمل معاني روحية سامية, حيث التعامل مع الأشياء الصغيرة بعاطفة غامرة واهتمام بالغ, دون التسبب لها بأي أذى حتى تعمر مئات السنين وتصبح ذكرى طيبة لصاحبها, وهو ما يبعث في النفس الطمأنينة والسلام".