حموضة المحيطات تتزايد قياسيا

تزايد حموضة المحيطات بمعدلات كبيرة

 

أكد تقرير صدر من المجلس القومي الأميركي للبحوث أن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المسؤولة عن ظاهرة الانحباس الحراري تسهم في زيادة درجة حموضة مياه المحيطات بأسرع معدل خلال مئات الآلاف من السنين.

وقال التقرير إن عمليات التآكل والتعرية تحدث عندما يتم تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون في المحيطات ليتفاعل مع مياهها مكونا حمض الكربونيك, وما لم يتم الحد من هذه الانبعاثات الغازية فإن درجة حموضة المحيطات ستزداد مع مرور الزمن.

وينقسم مقياس الحموضة أو تركيز أيون الهيدروجين في المحلول (بي أتش) إلى 14 درجة, حيث يشير الرقم واحد إلى أعلى درجة حموضة و14 إلى أعلى درجة قلوية.

وأضاف التقرير أن حموضة مياه المحيطات زادت بواقع واحد من عشر نقاط, مما يوحي بزيادة الحموضة منذ الثورة الصناعية بأعلى معدل على الإطلاق خلال الـ800 ألف عام الماضية.

وأظهر التقرير أن التركيب الكيميائي لمياه المحيطات يتغير بمعدل وحجم غير مسبوقين وذلك بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية ومنها الغازات الناتجة عن حرق الوقود الحفري وإنتاج الإسمنت وقطع الغابات.

وأوضح التقرير الأضرار الناتجة عن زيادة درجة حموضة مياه المحيطات ومنها تآكل الشعاب المرجانية, وتعرقل قدرة بعض أنواع الأسماك على العثور على مواطن لمعيشتها, كما أن زيادة الحموضة يمكن أن تؤثر في توفر بعض أنواع الرخويات مثل المحار وخيار البحر, بالإضافة إلى الحد من تكوين الأصداف البحرية الواقية.

وأوصى التقرير بضرورة إنشاء شبكة عالمية لرصد حموضة المحيطات على المدى البعيد, وكذلك ضرورة إنشاء رقابة عالمية للرقابة الكيميائية والحيوية الدائمة والصارمة. وذلك لوضع المعايير ورصد التغيرات الناتجة عن زيادة الحموضة والتنبؤ بها.

وخلال السنوات الأخيرة عكف العلماء على دراسة هذه الظاهرة المتعاظمة. إلا أن زيادة حموضة المحيطات لا تكتسب حتى الآن أولوية ملحة خلال المناقشات الدولية والأميركية المتعلقة بالتغير المناخي.

المصدر : رويترز