يوتيوب.. البداية حفل

تعون بين شركتي google and youtube



حسب الأسطورة المؤسسة لموقع يوتيوب فإن تشاد هرلي وستيف تشان التقطا فيديو من حفل حضراه ثم أرادا نشره بين أصدقائهما فلم يجدا في الإنترنت الأداة المناسبة، ومن ثم فكرا في إنشاء موقع يحل تلك المشكلة، وأشركا فيه زميلهما البنغالي جواد كريم.

من هنا أنشأ الأصدقاء الثلاثة في نوفمبر/تشرين الثاني 2005 أهم المواقع التي تسمح بتبادل أفلام الفيديو وتسجيلها وتنزيلها ورفعها على شبكة الإنترنت.


"
استهلاك يوتيوب من "السعة الإلكترونية" عام 2007 يساوي ما استهلكته الشبكة العنكبوتية مجتمعة عام 2000، وهو ما يعتقد أنه يكلف مليون دولار يوميا
"

تطور يوتيوب
وهذا الموقع الذي أصبح يحتل المرتبة الثالثة عالميا حسب ألكسا بعد غوغل وياهو، مفتوح لكل المتصفحين، إلا أنه يشترط التسجيل عند تحميل الفيديو، وإن كان لا يضع حدودا لعددها.

ورغم أن يوتيوب لم يفتح للعامة إلا في الشهر قبل الأخير من 2005، فإن مؤسسيه أعلنوا في يوليو/تموز 2006 أن موقعهم ترفع عليه أكثر من 65 ألف فيديو، ويمر به نحو مائة مليون مشاهد يوميا، مما يعني سرعة نمو هائلة.

وحسب موقع كومسكور (comScore) المختص في أبحاث السوق، فإن يوتيوب هو الموقع الأول لعروض الفيديو في الولايات المتحدة، إذ قدر كومسكور أن يوتيوب مكن مستخدميه في شهر يناير/كانون الثاني 2009 من رفع 20 ساعة مشاهدة من الفيديو كل دقيقة، فيما يشبه الخيال.

وقدرت بعض المصادر أن استهلاك يوتيوب من "السعة الإلكترونية" عام 2007 يساوي ما استهلكته الشبكة العنكبوتية مجتمعة عام 2000، وهو ما يعتقد أنه يكلف مليون دولار يوميا.

ولئن كان غوغل لا يصرح بمعلومات محددة عن الأرباح والتكاليف المرتبطة بهذا الموقع، فإن مجلة فوربز المتخصصة في المال والأعمال قدرت دخل غوغل عبر يوتيوب بنحو 200 مليون دولار، مبرزة تطور المكاسب في عالم الإعلانات.


رسالته
لا يقدم يوتيوب نفسه على أنه يحمل رسالة معينة، وإنما يقدمها على أنه وسيلة سهلة لتبال مقاطع الفيديو، تسمح لعدد كبير من المستخدمين بنشر أفكارهم وتقديم أنفسهم للآخرين.

إلا أن المضمون الذي يبثه المستخدمون يجعل هذه الأداة مفيدة في بعض الأحيان عندما تنشر المعارف والأخلاق، ورسالة مدمرة عندما تنشر العنصرية والبغضاء وما ينافي الأخلاق.

ويأخذ المنتقدون على يوتيوب في هذا الباب عدم وضعه عوائق تذكر أمام هذا النوع من المضامين غير المقبولة، واكتفائه بتحذيرات يراد منها رفع الحرج الأخلاقي والقانوني أكثر مما يراد بها التدخل لصالح القانون والأخلاق، خاصة أن هذا الموقع لا يعطي فرصة استعراض اللقطات قبل نشرها.


"
ورغم الاحتفاء الكبير الذي شهده يوتيوب والنمو السريع الذي حظي به، ورغم الإثارة التي تبعثها لقطاته هنا وهناك، فإن هذا الموقع لم يسلم من الانتقاد. وقد رفعت ضد يوتيوب عدة دعاوى قضائية، كما
تعرض للحجب في دول عديدة منها الصين والمغرب وتايلند وتركيا
"

انتقادات
ورغم الاحتفاء الكبير الذي شهده يوتيوب والنمو السريع الذي حظي به، ورغم الإثارة التي تبعثها لقطاته هنا وهناك، فإن هذا الموقع لم يسلم من الانتقاد.

وقد ورد نقد يوتيوب على عدة مستويات، الأول يتعلق بالملكية الفكرية التي لا يضع لها احتياطات كبيرة حسب المؤسسات المتضررة، إذ يكتفي بوضع إعلان "لا تحمل مقاطع من التلفزيون".

وقد رفعت ضد يوتيوب عدة دعاوى قضائية لهذا السبب، وانتهى الأمر إلى اتفاق بين هذا الموقع والمؤسسات التي تنشر الأفلام يقضي بنوع من التعاون يسمح لهذه المؤسسات بنشر بعض إنتاجها عبر يوتيوب.

وثاني مستويات النقد يتعلق بالخصوصية، خاصة حين كسبت فياكوم قضية ضد يوتيوب، يسلمها بموجبها التفاصيل الكاملة عن سلوك مشاهدي أفلامها عبره.

أما المستوى الثالث فهو المتعلق بالمحتوى غير المناسب، إذ تعرض يوتيوب لانتقادات بسبب عرض فيديو مخل، رغم أن قوانين الانتساب إلى خدمته تمنع تحميل أي فيديو يخدش الحياء العام.


الحجب
تعرض يوتيوب للحجب في دول عديدة منها الصين والمغرب وتايلند، وهو لا يزال ممنوعا في تركيا بسبب مقاطع فيديو تسب مصطفى كمال أتاتورك.

وقد تعرض هذا الموقع لحجب مؤقت في إيران بسبب فيديو مخل بالعرض، كما تعرض لحجب مؤقت في باكستان، انتشر إلى دول أخرى، بسبب عرضه مواضيع ضد الإسلام من بينها الصور الدانماركية المسيئة.

إضافة إلى ذلك تحجب بعض المؤسسات الدراسية موقع يوتيوب عن طلابها، بسبب تحميلهم بعض المقاطع الخادشة للحياء أو التي تتضمن عنصرية أو غير ذلك مما لا يناسب.

المصدر : الجزيرة