السمك العراقي موجود مفقود

نماذج من السمك العراقي في السوق

نماذج من السمك العراقي في سوق ببغداد (الجزيرة نت)

فاضل مشعل-بغداد

للسمك العراقي -الشبوط والبني والكطان والجري والصبور والبز والحمري والسمتي وأبوحديبه وغيرها- حكايات وتسميات وطقوس أكل وصيد خاصة، بعضها رافق حياة سكان بلاد الرافدين منذ أيام السومريين، وبعضها حل ضيفا من الحضارات المجاورة للعراق.

قدوري العبيدي صاحب واحد من ستة مطاعم ما زالت تستقبل الزبائن الذين عليهم أن يمروا من بين حواجز الجنود الأميركيين المقامة على شارع أبي نواس المتخصص في تقديم "السمك المسكوف" منذ عقود، يلخص العلاقة بين أهل العراق والسمك فيقول "كل العالم يصطاد ويأكل السمك ولكن للسمك العراقي لذة لا تشبهها لذة في كل صنوف أسماك العالم".

علاقة قديمة
ويستطرد العبيدي قائلا إن العلاقة بين العراقي وبين السمك النهري علاقة قديمة تمتد إلى علاقة السومريين بشواطئهم التي تبدأ من وسط العراق -زقورة بابل- حتى تلتقي بمياه الخليج العربي بعد أن يلتقي دجلة بالفرات في القرنة, هناك حيث تتسع مياه الأهوار لتغمر أكثر من ثلثي مساحة جنوب العراق.

صياد في شريعة الشواكة في كرخ بغداد يصطاد سمكا من نوع كطان (الجزيرة نت) 
صياد في شريعة الشواكة في كرخ بغداد يصطاد سمكا من نوع كطان (الجزيرة نت) 

ويقول عطا الملا حمادي الذي عاش منذ طفولته في شريعة الكرخ -وهي مكان صيد السمك في النهر ومكان رسو الزوارق- إنه في عام 1959 استورد العراق أصنافا متعددة من الأسماك من الأنهار الكاريبية -من كوبا تحديدا- وعاشت هذه الأسماك السمتي وأبوحديبة والكاريبي والفضي جنبا إلى جنب مع الأصناف العراقية الأخرى، فكانت النتيجة أن الفرق في طعم لحومها كالفرق بين لحم الفيل ولحم الخروف الصغير.

مشروع لتربية الأسماك
وتنبهت السلطات العراقية إلى غياب أصناف السمك النهري العراقي -الشبوط والكطان والبني والبز وغيرها- منذ البدء في تنشيف أهوار الجنوب منتصف تسعينيات القرن الماضي فأقامت أخيرا مشروعا لتربية تلك الأنواع.

ويلقي الدكتور بلال نجم باللوم على السدود بالأنهار والحروب التي خاضها العراق خلال العقود الماضية والتي دار معظمها داخل أهوار وأنهار جنوب العراق، في تقلص الثروة السمكية النهرية.

وقال في هذا الخصوص إنه لا يمكن تربية الأسماك العراقية داخل البحيرات الاصطناعية بسهولة وإنما يمكن تربية الأنواع المستوردة داخلها، و"لذلك أخذنا نعيد النشاط إلى الأنهار ونجعل من السدود الطبيعية محميات لتربية أنواع الأسماك العراقية المعروفة التي تباع بأربعة أضعاف الأسماك البحرية أو تلك الأنواع الأجنبية التي تعيش في المياه العراقية".

المصدر : الجزيرة