إنتاج الحيوانات المنوية معمليا من الخلايا الجذعية
وليد الشوبكي
نجح فريق من علماء سنغافورة في إنتاج الحيوانات المنوية معمليا من الخلايا الجذعية، مما قد يساعد في علاج مشاكل العقم لدى الرجال وفي إنتاج سلالات أفضل من الماشية.
فقد تمكن فريق بحث من كلية علوم الحياة بالجامعة الوطنية في سنغافورة بقيادة الدكتور هونغ يونهان، من إنماء حيوانات منوية -معمليا- لنوع من الأسماك يسمى "ميداكا"، وهي أسماك صغيرة لا يزيد طول الواحدة منها عن 4سم وتعيش في المياه الجارية. وقد وقع الاختيار عليها لأن عملية إنتاج الحيوانات المنوية في ذكورها تشبه مثيلتها في الثدييات. وقد نشرت دراسة عن ذلك في العدد الأخير من مجلة "فعاليات الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم".
والحيوانات المنوية هي تلك الخلايا الذكورية ذات الأهداب التي تخصب البويضات الأنثوية، وهي تتطور من فئة من الخلايا الجذعية تسمى "أمهات المني" (Spermatogonia). ويتأثر تحول الخلايا الجذعية إلى حيوانات منوية بالظروف المحيطة كمستوى الهرمونات، ومعدل الحمضية (PH)، ودرجة الحرارة وغيرها.
وتختلف الظروف المثالية لإنتاج الحيوانات المنوية من كائن لآخر، وكان ذلك هو السبب في عدم نجاح المحاولات السابقة لإنتاج الحيوانات المنوية في أنابيب الاختبار.
يذكر أن الحيوانات المنوية لا تتضاعف عدديا من حيوانات منوية أخرى، وإنما تتطور فقط من خلايا أمهات المني. وكانت محاولات بحثية سابقة قد حاولت حفظ خلايا أمهات المني للفئران حية لفترات طويلة، ولكنها لم تنجح.
واستطاع فريق البحث التوصل إلى الظروف الملائمة، إذ نجح في إنماء "مستعمرة" (colony) من الخلايا الجذعية وتحولت إلى حيوانات منوية متحركة ونشطة.
وقد ذكر الدكتور يونهان أن بالإمكان استخدام نفس الأسلوب لإنتاج الحيوانات المنوية البشرية مما سيساعد على علاج العقم في الرجال في الحالات التي تخفق فيها خلايا أمهات المني -لأحد الأسباب المرضية أو الخلقية- في التحول إلى حيوانات منوية. وسيتم ذلك باستخلاص خلايا أمهات المني من الشخص، ثم توفر لها الظروف الملائمة معمليا لتنمو كحيوانات منوية.
ورغم أن الأسلوب الجديد يستخدم -بالأساس- خلايا جذعية، فإنه لا يثير الإشكالات الأخلاقية أو السياسية التي تثيرها هذه الخلايا عادة، لأنها خلايا مستخلصة من جسم المريض نفسه وليست من أجنة أو أشخاص آخرين.
كما يمكن الاستفادة من ذلك الأسلوب في إنتاج سلالات أفضل من الماشية للحصول على الصفات المرغوبة، وذلك عن طريق استخلاص خلايا أمهات المني من الذكور ذوي الصفات المرغوبة، ثم يتم إنماء وإكثار هذه الخلايا وتحويلها معمليا إلى حيوانات منوية بمقادير كبيرة، وبحيث تنتقل الصفات المرغوبة إلى ذكور الأجيال التالية.
وحصل هذا المشروع البحثي على تمويل بلغ ثلاثة ملايين دولار في صورة منح من مؤسسة لي هيوك كوي السنغافورية، ومجلس الأبحاث البيوطبية، والجامعة الوطنية السنغافورية.
__________________
المحرر العلمي-الجزيرة نت