الرياح الشمسية تحفظ الحياة على الأرض

صورة جديدة للكرة الأرضية التقطها رواد فضاء مركبة أبوللو وبثتها وكالة ناسا الأمريكية للفضاء بمناسبة يوم الأرض

مازن النجار


خلصت دراسة ألمانية إلى أنه لا داعي للقلق من تغير موضعي القطبين المغناطيسيين للأرض، فالرياح الشمسية ستعمل -حينها- على معادلة الانخفاض في قوة المجال المغناطيسي. فقد تحرك القطب المغناطيسي الشمالي للأرض، خلال المئتي عام الماضية، بمقدار 1100 كيلو مترا، ومع هذا التغير تنخفض قوة المجال المغناطيسي للأرض بمقدار 5% كل 100 عام. وقد أثار ذلك مخاوف، إذ إن المجال المغناطيسي هو الذي يحمي الأرض من الكثير من المخاطر الكونية.

فحسب النسخة الإلكترونية من مجلة نيوساينتست الصادرة أول أمس، فإن الباحثين غويدو بيرك وهارالد ليش من جامعة ميونيخ، والباحث كريستيان كونز من معهد ماكس بلانك لفيزياء البلازما، في ألمانيا، بصدد نشر دراسة في مجلة "الفلك وفيزياء الفلك" الأميركية، يعرضون فيها نموذجا لما سيحدث بدقة للمجال المغناطيسي للأرض عند تغير موضعي القطبين المغناطيسيين، وعندما يكون المجال المغناطيسي في أدنى حالاته، أو غير موجود على الإطلاق.

وفقا لنماذج المحاكاة التي صممها الباحثون، فإنه في حالة تضاؤل المجال المغناطيسي للأرض، فإن الرياح الشمسية، المكونة من تدفقات هائلة من نويات عنصري الهيدروجين والهيليوم، والتي تصل سرعتها لحوالي مليون كيلو مترا في الساعة، تحيط بالكرة الأرضية بطريقة تستحث توليد مجال مغناطيسي في طبقة الأيونوسفير -إحدى الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض- ويماثل في قوته قوة المجال المغناطيسي الأصلي.

ويعتقد أن المجال المغناطيسي للأرض ينتج عن طبقة الحديد السائل الموجودة على أعماق تتراوح بين 3000–5000 كيلومتر تحت قشرة الأرض. ومن ثم فإن أي تغير في معدل انسياب ذلك الحديد السائل ربما يؤدي إلى تغير موقعي القطبين المغناطيسيين للأرض.

كان العلماء يظنون أنه في حالة تغير موقعي الأقطاب المغناطيسية للأرض، فإن الأخيرة ستظل بلا مجال مغناطيسي، مما يعرضها للأشعة والجسيمات الشمسية والكونية الهائلة الطاقة، والتي ربما تمحو الحياة على الكوكب.

وقد تبادل القطبان المغناطيسيان للأرض مواقعهما مئات المرات خلال 400 مليون سنة كما تدل الترسيبات الصخرية المتجمدة في قيعان البحار والمحيطات، والتي تحتفظ باتجاه المجال المغناطيسي في الفترة التي كانت فيها على سطح الأرض. ويعتقد أن آخر تغير حدث لموقعي قطبي الأرض كان منذ حوالي 730–780 ألف عام.

وكان العالم برادفور كليمنت، من جامعة فلوريدا الدولية (بميامي)، قد نشر دراسة في مجلة "نيتشر" في الشهر الماضي، يشير فيها إلى أن تغير موقعي قطبي الأرض المغناطيسيين يحدث بمعدل مرة كل 7 آلاف عام تقريبا، وأن هذا التغير في القطبية يحدث بصورة أسرع عند خط الاستواء، ويكون بطيئا عند الأقطاب. وقد توصل لهذه النتائج من خلال دراسته لعينات من تكوينات صخرية من أماكن مختلفة كمرتفعات الجبال وقيعان البحار.
________________
المحرر العلمي – الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة