شهادات: جيش ميانمار اقترف فظاعات ضد الروهينغا

أفادت شهادات بأن قوات ميانمار اقترفت خلال أسبوع فظاعات شملت القتل والاغتصاب ضد مسلمي الروهينغا في إقليم أراكان شمال غربي البلاد، ودفعت التقارير عن الانتهاكات الخطيرة الأمم المتحدة لإبداء قلقها على المدنيين هناك.

فقد نقلت وكالة أنباء أراكان في حسابها بموقع تويتر مقاطع فيديو جديدة توثق عمليات الإبادة التي تتعرض لها أقلية الروهينغا من قبل جيش ميانمار الذي يشن منذ أسبوع حملة عسكرية بذريعة تطهير مناطق في أراكان ممن يصفهم بالإرهابيين.

وذكر شهود عيان في إفادات كيف نجوا بأعجوبة من القتل بيد الجيش ومليشيات بوذية، وذكر الناجون أن أقاربهم ممن لم يستطيعوا الهرب قتلهم الجيش وأحرق جثثهم.

وتظهر الصور عمليات حرق مساكن الروهينغا خلال موجة العنف الأخيرة التي نفذها الجيش ضد القرويين في أراكان لإرغامهم على النزوح، كما تظهر جثثا لأطفال ونساء وشيوخ من الروهينغا لقوا حتفهم غرقا في نهر ناف خلال محاولتهم الهرب إلى بنغلاديش من موجة العنف المتصاعدة ضدهم في أراكان.

مجازر بأراكان
وقد أعلن جيش ميانمار اليوم أن حصيلة الحملة التي بدأها قبل أسبوع عقب هجمات شنها "جيش إنقاذ روهينغا أراكان" على مراكز حدودية ارتفعت إلى نحو أربعمئة قتيل، بينهم 370 مسلحا، وكانت الحصيلة السابقة تفيد بمقتل نحو 120 بينهم 14 مدنيا فقط.

لكن منظمات حقوقية ترجح أن حصيلة الضحايا أكبر بكثير، وتتحدث عن ارتكاب قوات الجيش والأمن ومليشيات بوذية مجازر بحق الروهينغا في قرى نائية بأراكان.

ونقلت منظمة "فورتيفاي رايتس" -التي تركز على أوضاع ميانمار- عن شهود أن مجموعات مسلحة قتلت السكان الروهينغا في قرية تشوت بيين بمنطقة راذيدونغ بالرصاص أو السكاكين -بينهم أطفال- في إطار ما سمتها حملة قتل استمرت خمس ساعات.

وكان المجلس الأوروبي للروهينغا تحدث قبل أيام عن سقوط ما بين ألفين وثلاثة آلاف قتيل من الروهينغا خلال ثلاثة أيام فقط.

وتتواتر شهادات عن ممارسات مروعة لقوات ميانمار ضد المسلمين في أراكان، وروت امرأة في الـ23 أنها شاهدت جنودا ومسلحين بوذيين يقتلون مدنيين ويغتصبون نساء مسلمات في قريتها، وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية من منطقة كوكس بازار في بنغلاديش "كانوا يقتلون الرجال والنساء والأطفال بلا رحمة".

وكانت الحملة السابقة التي شنتها قوات ميانمار ضد الروهينغا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي شهدت أعمال قتل واغتصاب وحرق للقرى وفق شهادات وثقتها تقارير دولية، وخلفت الحملة مئات القتلى، وتسببت في تهجير نحو تسعين ألفا إلى بنغلاديش.

دعوة أممية
سياسيا، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم عن عميق قلقه إزاء التقارير التي أشارت إلى وقوع تجاوزات أثناء العمليات التي تقوم بها قوات الأمن في إقليم أراكان بميانمار، ودعا إلى التهدئة وضبط النفس لتجنب وقوع كارثة إنسانية.

ويأتي موقف غوتيريش بعد أن قالت مصادر في الأمم المتحدة إن قرابة أربعين ألف مدني من الروهينغا فروا إلى بنغلاديش، ولا يزال نصفهم تقريبا عالقين في الحدود بين البلدين، وانتشلت أمس جثث عشرين من الروهينغا بعدما غرق مركبهم في نهر ناف.

بدورها، كانت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نكي هيلي دعت أمس حكومة ميانمار إلى عدم مهاجمة المدنيين في أراكان والالتزام بالقانون الدولي الإنساني.

المصدر : الجزيرة + وكالات