كينيا تستعد للانتخابات وتتحسب لأعمال عنف

IEBC workers stand in front of ballot boxes and election material in Baragoy, Kenya August 7, 2017. REUTERS/Goran Tomasevic
ينتظر أن يشارك نحو 19 مليون ناخب في الانتخابات العامة الكينية في 41 ألف مكتب اقتراع (رويترز)
يتوجه الكينيون غدا الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع، في انتخابات عامة تشهد تنافسا كبيرا بين الرئيس الحالي أوهورو كينياتا وزعيم المعارضة رايلا أودينغا. وشددت السلطات الإجراءات الأمنية تحسبا لأعمال عنف.
 
ويحق لـ19.6 مليون كيني -من نحو 48 مليون ساكن- المشاركة في الانتخابات لاختيار الرئيس الخامس للبلاد منذ استقلالها، وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، وحكام الأقاليم، والمسؤولين المحليين، وممثلات عن النساء في البرلمان.
 
وأظهرت استطلاعات رأي قبل الانتخابات الرئاسية التي تجرى غدا الثلاثاء في نحو 41 ألف مكتب اقتراع، تقارب النسب بين الخصمين.
 
وتأتي هذه الانتخابات بعد عشر سنوات من انتخابات عام 2007 التي شهدت أسوأ أعمال عنف في تاريخ البلاد، وقد شددت السلطات الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء البلاد تحسبا لأعمال عنف مماثلة.
 
واستدعت السلطات 150 ألفا من قوات الأمن، لحفظ النظام في أنحاء البلاد وتفادي وقوع احتجاجات في المناطق الساخنة قبل التصويت أو بعده مباشرة.
 
وقال ويلسون نجينغا مسؤول الحكومة المركزية المشرف على المنطقة الغربية إن الشرطة تلقت معدات إغاثة تشمل إسعافات أولية وقفازات، لكنه أصر على أن هذا كله جزء طبيعي من خطط الطوارئ ومجرد تحسب للمفاجآت، على حد تعبيره.
 
وفي عام 2007 أثارت دعوة المرشح ريلا أودينغا (72 عاما) لتنظيم احتجاجات في الشوارع بعد مشكلات في إحصاء الأصوات، موجة واسعة من العنف الطائفي أسفرت عن مقتل 1200 وتشريد 600 ألفٍ آخرين.
 
وسقط معظم القتلى في كيزيمو، وهي مدينة يقطنها مليون نسمة معظمهم من قبيلة "لو" التي ينتمي إليها أودينغا وتطل على ساحل بحيرة فيكتوريا. وقد تكدست أسواقها المفتوحة ومتاجرها أمس الأحد بالمشترين الذين سارعوا للتزود باحتياجاتهم الأساسية في اللحظات الأخيرة.
 
وأضر العنف بأكبر اقتصاد في شرق أفريقيا، حيث توقفت التجارة الإقليمية وألغى السائحون -أكبر مصدر للنقد الأجنبي في البلاد- عطلاتهم.
 
‪أودينغا خسر انتخابات 2007 و2013 وأكد أن الحزب الحاكم لا يمكنه الفوز إلا بالتزوير‬ (رويترز)
‪أودينغا خسر انتخابات 2007 و2013 وأكد أن الحزب الحاكم لا يمكنه الفوز إلا بالتزوير‬ (رويترز)

أجواء مشحونة
وقال زعيم المعارضة رايلا أودينغا -الذي خسر في انتخابات عامي 2007 و2013- إن الرئيس أوهورو كينياتا (55 عاما) يمكنه الفوز فقط إذا قام حزب اليوبيل الحاكم بتزوير الانتخابات، وهو موقف يعزز فرص نتائج مثيرة للجدل وأعمال عنف.

وفي مدينة كيزيمو التي يشكو العديد من سكانها تجاهل الحكومة المركزية التي يقودها رئيس من جماعة كيكويو العرقية منذ عام 2002، قال مأمور الشرطة محمد معلم للإعلام المحلي إنه تم حظر الاحتجاجات مع اقتراب يوم الانتخابات.

ومن المرجّح أن تعزز مثل هذه التعليمات اتهامات المعارضة بلجوء قوات الأمن للتخويف والحيل الخبيثة.
 
وقال السيناتور بيتر أنيانغ نيونغو (71 عاما) -وهو من أنصار أودينغا، ويخوض الانتخابات على منصب حاكم مقاطعة "كيزيمو"- لرويترز، إنه لم ير من قبل مثل هذا المستوى من التخويف الذي تمارسه الدولة ضد الناخبين.
 
غير أن جماعات حقوقية تقول إن خطاب الكراهية غاب بشكل واضح خلال الحملتين، وهو اختلاف مهم عن انتخابات عام 2007 رغم وقوع حادثين الأسبوع الماضي وضعا البلد -الذي يقترب عدد سكانه من الخمسين مليونا- على المحك.

وعثر على مسؤول انتخابي بارز مقتولا بعد تعرضه للتعذيب قبل أسبوع. ويوم الجمعة ألقت الشرطة السرية القبض على اثنين من المستشارين السياسيين الأجانب لأودينغا وتم ترحيلهما بعد مصادرة أجهزة الحاسب المحمول الخاصة بهما.

المصدر : الجزيرة + وكالات