تيلرسون يدعو باكستان لتغيير سياستها بأفغانستان

U.S. Secretary of State Rex Tillerson gestures before the 10th Lower Mekong Initiative Ministerial Meeting, part of the Association of Southeast Asian Nations (ASEAN) regional security forum in Manila, Philippines August 6, 2017. REUTERS/Mohd Rasfan/Pool
ريكس تيلرسون: الثقة تتلاشى بين حكومتينا بسبب ما شهدناه من منح منظمات إرهابية ملاذات آمنة داخل باكستان (رويترز)

قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن باكستان قد تفقد وضعها كحليف رئيسي للولايات المتحدة إذا لم تعمل على تغيير سياستها إزاء حركة طالبان أفغانستان، في حين عبّرت إسلام آباد عن "خيبة أملها" من الموقف الأميركي.

وقال تيلرسون إن "لدى الولايات المتحدة وباكستان تاريخيا علاقات جيدة للغاية، لكن خلال السنوات القليلة الماضية كان هناك اهتزاز حقيقي في هذه العلاقة، وبدأت الثقة تتلاشى بين حكومتينا بسبب ما شهدناه من منح منظمات إرهابية ملاذات آمنة داخل باكستان للتخطيط وتنفيذ هجمات على جنودنا ومسؤولينا وتقويض مسار السلام داخل أفغانستان".

ودعا باكستان إلى اتباع منهج مختلف، وقال "نحن مستعدون للعمل معا لمساعدتها على حماية نفسها من هذه المنظمات التي يجب أن تتوقف بكل تأكيد عن شن هجمات تقوض جهودنا للسلام.. سنجعل مساعدتنا لباكستان وعلاقتنا معها مشروطة بتحقيقها لنتائج في هذا المجال".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد كشف أول أمس الاثنين عن إستراتيجيته الجديدة إزاء أفغانستان، التي تهدف إلى "القضاء على "تنظيم الدولة الإسلامية"، و"سحق" تنظيم القاعدة، ومنع حركة طالبان من السيطرة على أفغانستان.

خيبة باكستانية
من جهتها عبرت باكستان عن خيبة أملها من إستراتيجية ترمب، ونقلت وسائل إعلام محلية عن رئيس الحكومة شاهد خاقان عباسي قوله إن الإستراتيجية الأميركية "نتاج لسوء حسابات من جانب واشنطن، وتعكس تأثراً أميركيا بدعاية مغرضة ضد إسلام آباد".

وعقد مسؤولون كبار بالخارجية الباكستانية اجتماعا مطولا لدراسة وتقييم ما جاء في الإستراتيجية الأميركية بشأن أفغانستان.

وكان ترمب قد وجه تحذيرا من أن بلاده لن تصمت بعد الآن على تقديم باكستان "ملاذا آمنا" للمسلحين، مشيرا إلى أنها ستخسر الكثير إذا ما استمرت في "إيواء الإرهابيين".

الرئيس الأفغاني أشاد 
الرئيس الأفغاني أشاد "بالالتزام الراسخ" للولايات المتحدة تجاه البلاد (رويترز)

ترحيب أفغاني
في المقابل رحبت أفغانستان بتلك الإستراتيجية، وأشاد رئيسها أشرف غني "بالالتزام الراسخ" للولايات المتحدة تجاه بلاده، وقال أثناء تفقده قواته المتمركزة في قندهار "إنه يوم تاريخي لنا.. اليوم أميركا أثبتت أنها تقف معنا بدون أي مهلة زمنية".

ووجّه غني كلامه لحركة طالبان قائلا "لا يمكنهم الانتصار في هذه الحرب.. أبواب السلام والمفاوضات مفتوحة أمامكم".

في المقابل، سارعت حركة طالبان إلى التعبير عن رفضها لخطة ترمب، وتوعدت بأن أفغانستان ستكون "مقبرة" للأميركيين إذا أصروا على البقاء فيها.

ردود دولية
وعلى الصعيد الدولي، قالت روسيا إن لديها أسسا للاعتقاد بأن الإستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان قادرة على تحقيق تغييرات حقيقية إيجابية في المجال الأمني بهذا البلد.

من جانبها، دافعت الصين عن حليفتها إسلام آباد، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ إن باكستان كانت على الخطوط الأمامية في الصراع ضد "الإرهاب"، وقدمت "تضحيات كبيرة ومساهمات هامة" في هذه الحرب.

وينتشر حاليا نحو 8400 جندي أميركي بأفغانستان في إطار قوة دولية يصل عددها إلى نحو 13.5 ألف عنصر، وتقوم بصورة أساسية بتقديم المشورة لقوات الدفاع الأفغانية.

وقد قتل نحو 2400 جندي أميركي في أفغانستان منذ عام 2001، وأصيب أكثر من عشرين ألفا آخرين بجروح. وقدمت الولايات المتحدة خلال 16 عاما أكثر من 110 مليارات دولار مساعدات لإعادة إعمار هذا البلد.

المصدر : الجزيرة + وكالات