ترقب لتدخل الجيش الباكستاني لفض احتجاجات "التجديف"

A demonstrator detained by a policeman gestures near the Faizabad junction in Islamabad, Pakistan November 25, 2017. REUTERS/Caren Firouz
محتج يشتبك لفظيا مع أحد أفراد الشرطة في إسلام آباد (رويترز)

خيم الهدوء المشوب بالتوتر على العاصمة الباكستانية إسلام آباد اليوم الأحد بعد يوم من المواجهات بين الشرطة ومحتجين إسلاميين أسفرت عن مقتل ستة مدنيين وإصابة نحو مئتين آخرين بينهم عدد من أفراد الشرطة مما دفع الحكومة إلى طلب تدخل الجيش.
    
وفي ساعات الصباح الأولى من صباح اليوم، كان المحتجون الذين تقودهم حركة "لبيك يا رسول الله" حاضرين بأعداد كبيرة على الجسر الذي شهد المواجهات أمس، لكن الصدامات لم تستأنف كما ذكرت وسائل الاعلام المحلية.

وتطالب الحركة وزير العدل زاهد حامد بالاستقالة بسبب تعديل اليمين الذي يجب أن يقسمه المرشحون للانتخابات رغم سرعة التخلي عنه.

واعتذر الوزيرعن عدم تضمين اليمين عبارة تقول إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، قائلا إنه خطأ كتابي تم تصحيحه لاحقا.
   
ويربط المتظاهرون تجاهل تلك العبارة بـ التجديف -وهو موضوع مثير للجدل في باكستان المسلمة- ويرون أن اليمين قد خُفف ليتمكن من مشاركة الطائفة الأحمدية التي اعتبرها الرئيس الراحل ضياء الحق في السبعينيات من القرن الماضي أقلية غير مسلمة. 
   
وبعد أن شلت الاحتجاجات الحاشدة إسلام آباد لمدة عشرين يوما، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين أمس، إلا أنها قوبلت بمقاومة عنيفة من قبل المتظاهرين الذين أغلقوا الطرق وحرقوا المركبات حول موقع الاعتصام.
  
وأعلنت الحكومة الفدرالية أمس أنها سمحت للجيش بدعم قوات الأمن "لحفظ النظام اعتبارا من أمس وحتى إشعار آخر".

وأصدرت الداخلية إخطارا بموجب المادة 245 من الدستور التي تحدد مهام القوات المسلحة بناء على طلب إدارة إقليم العاصمة، لكن الجيش لم يدل بأي تعليق منذ إعلان الحكومة، ولم يشاهد أي عسكري في الموقع.  

وبحلول نهار اليوم، لم يكن هناك رد عسكري رسمي، ولم تشاهد عربات مدرعة أو جنود من الجيش في الشوارع. وظل البث التلفزيوني الخاص محجوبا، كما تم تقييد مواقع التواصل الاجتماعي.
   

‪أنصار حركة
‪أنصار حركة "لبيك يا رسول الله" يواصلون الحشد‬  أنصار حركة "لبيك يا رسول الله" يواصلون الحشد (رويترز)

توسع
ودفعت الاشتباكات العنيفة احتجاجات مماثلة في المدن والبلدات الكبرى في أنحاء البلاد. ونزل المتعاطفون إلى الشوارع في إطار تضامن مع المتظاهرين في إسلام آباد.
 
وقالت الشرطة في مدينة كراتشي العاصمة الاقتصادية إن نحو مئتي متظاهر حاصروا طريقا كبيرا هناك حيث أصيب 27 شخصا على الأقل بجروح. 
   
وأغلقت الأسواق والمحلات التجارية، ولزم السكان منازلهم. في حين حث رجال الدين المزيد من الناس على النزول إلى الشوارع.
   
وفي لاهور -عاصمة البنجاب أكثر الأقاليم الباكستانية كثافة بالسكان- أغلق المحتجون ظهر أمس محور الطرق الذي يطلق عليه اسم "المول" في المدينة التي تضم ستة ملايين نسمة. وقالت السلطات إنها استدعت القوات الخاصة لتجنب أي حادث.
 
واستنكر كل من زعيم حزب "حركة إنصاف" المعارض عمران خان ورئيس حزب الجماعة الإسلامية سراج الحق استخدام الحكومة القوة في تفريق اعتصام لجماعة "لبيك يا رسول الله".

 وقال خان "كان جديرًا بالحكومة العمل على التوصل إلى حل من خلال الحوار مع المعتصمين بدلاً من اتخاذها قرارًا بتفريق المحتجين".

وأضاف "إن مسألة النبي محمد عليه الصلاة والسلام قضية حساسة" لكل مسلم، داعيًا المشاركين في المظاهرات للحفاظ على السلمية.

بدوره، اعتبر سراج الحق أن استخدام الحكومة القوة ضد المتظاهرين زاد من تعقيد الوضع، وسط مخاوف من تدهور وضع القانون والنظام في إسلام آباد.

المصدر : وكالات